الجمعة، 2 ديسمبر 2011

الهجرة النبوية المباركة

إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونسترشده ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، الصلاة والسلام عليك سيدي يا علم الهدى الصلاة والسلام عليك سيدي يا رسول الله سيدي يا حبيب الله ضاقت حيلتنا وأنت وسيلتنا أدركنا يا محمد أدركنا يا أبا القاسم يا رسول الله أدركنا بإذن الله .

أما بعـد فيا عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العلي العظيم واستفتح بالذي هو خير، يقول الله تعالى في كتابه العظيم : ﴿إِلا تنصُروهُ فقدْ نصرَهُ اللهُ إِذْ أَخرجَهُ الذينَ كَفَروا ثانيَ اثنينِ إِذْ هُمَا في الغَارِ إِذْ يقولُ لصاحبِهِ لا تحزَنْ إِنَّ اللهَ معَنا فأنزلَ اللهُ سكينتَهُ عليهِ وأيَّدَهُ بجنودٍ لمْ تَرَوْهَا وجَعَلَ كلمةَ الذينَ كفَروا السُّفلى وكلمةَ اللهِ هيَ العُليَا واللهُ عزيزٌ حكيمٌ﴾ سورة التوبة/40

الهجرة النبوية أيها الإخوة لم تكن هروبًا من قتال ولا جبنًا عن مواجهة ولا تخاذلاً عن إحقاق حق أو إبطال باطل ولكن هجرة بأمر الله تعالى أعد فيها النبي القائد صلوات ربي وسلامه عليها العدة وهيأ الجند وعاد بهم إلى مكة فاتحًا، أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوذي أصحابه الكرام في مكة وصبر ءال ياسر في سبيل الله، ورسول الله هاجر بالدعوة إلى الله فلم يكن يخفي شيئًا منها بل كان يدور في المواسم التي يجتمع فيها الناس ويقول لهم:" أيهـا النـاس قولـوا لا إلـه إلا الله تفلحوا " وصبر صلى الله عليه وسلم على إيذاء المشركين من أهل مكة، وانصب العذاب على المستضعفين صبًا جلد وضرب وحبس وتحريق وقتل، ولكن أدركهم المدد الرباني والتثبيت الإلـهي فكأنهم صخرة لا تخدش وصارت نبضات قلوبهم الخاشعة وهمسات أدعيتهم الضارعة تهز الأفئدة والعروش، أليس ردد بلال الحبشي أحد أحد، أحد أحد؟لم يتراجع ولم ينفتن.

فكم نحن بحاجة اليوم إلى أن نتطلع إلى مواقف هؤلاء الرجال الرجال، وهذا عمر رضي الله عنه يقف في وضح النهار ممتشقًا سيفه قائلاً لصناديد قريش بصوت جهير:" يا معشر قريش من أراد منكم أن تفصل رأسه أو تثكله أمه أو تترمل امرأته أو ييتم ولده أو تذهب نفسه فليتبعني وراء هذا الوادي فإني مهاجر إلى يثرب " فما تجرأ أحد منهم أن يحول دونه ودون الهجرة، وانظروا إلى موقف القائد العظيم محمد بعدما جاءوا إلى عمه أبي طالب يقولون له يا أبا طالب ماذا يريد ابن أخيك إن كان يريد جاها أعطيناه فلن نمض أمرا إلا بعد مشورته، وإن كان يريد مالاً جمعنا له حتى يصير أغنانا وإن كان يريد الملك توجناه علينا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه أجاب عمه بقوله :" لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه " ليس في الأنبياء من يترك الدعوة إلى الله، ليس في الأنبياء من يتخلى عن الدعوة إلى الله مهما اشتد عليه البلاء ليس في أنبياء الله من يعرض عن دين الله لشدة الإيذاء، أجمع المشركون على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيلة رجلا جلدا ليضربوه ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه بين القبائل، فأتى جبريل عليه السلام وأخبره بكيد المشركين وأمره بأن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه.

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل، ثم خرج صلى الله عليه وسلم وهم على بابه ومعه حفنة تراب فجعل يذرها على رؤوسهم وهو يقرأ : ﴿يـس والقرءانِ الحكيمِ إنّكَ لمنَ المرسلينَ على صِراطٍ مستقيمٍ تنـزيلَ العزيزِ الرحيمِ لِتُنْذِرَ قومًا ما أُنذِرَ ءاباؤهُمْ فهُمْ غافلونَ لقدْ حَقَّ القولُ على أكثرِهِمْ فهُمْ لا يؤمنونَ إنَّا جعَلْنَا في أعناقهم أَغْلالاً فهيَ إِلى الأَذْقانِ فهُمْ مُقمَحونَ وجعَلْنَا مِنْ بينِ أَيدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فأَغْشَيْناهُمْ فهُمْ لا يُبْصِرونَ﴾ سورة يـس 1ـ9وفي الطريق حصلت لرسول الله معجزات ببركة الهجرة حيث إن امرأة ممن سبقت رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ولدها معها في الطريق إلى المدينة أصابه مرض فمات فتملكها الجزع فقالت اللهم إنك تعلم أني ما هاجرت إلا ابتغاء مرضاتك ومحبة في نبيك فلا تشمت بي الأعداء فقام ولدها في الحال أحياه الله تعالى، قالت فطعم وطعمنا ثم بقي حيا إلى خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه، وقصة الطفيل بن عمرو الدوسي الذي كان معه صاحبه مرض على الطريق فلم يصبر على المرض فأخذ حديدة فقطع بها براجمه فنـزف الدم منه فمات، فرءاه صاحبه في المنام مغطيا يديه قيل له مالي أراك مغطيًا يديك،قال: " قيل لي لن نصلح لك ما أفسدت قد غفر الله لي بهجرتي إلى نبيه " فلما وصل إلى رسول الله أخبره ما رأى وما حصل لصاحبه فقال صلى الله عليه وسلم :" اللهم وليديه فاغفر " أيها الإخوة يقول الله تعالى في القرءان الكريم ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ الآيةَ، سورة التوبة/40، فهذا الصاحب هو الصدّيق رضي الله عنه وليس معناه أن الله موجود معهما في الغار، بل المعية هنا معية النصرة أي الله تعالى هو الذي ينصرنا ويحمينا، حمى الله تعالى حبيبه محمدا بأوهن البيوت وأوهن البيوت بيت العنكبوت وأرسل حمامة باضت على فم الغار فأعمى الله تعالى أبصار المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما المؤمنون فينتظرون في المدينة المنورة حبًّا وشوقًا وصولَ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويتوافدون إلى مشارف المدينة من ناحية طريق مكة وبعضهم يتسلق الأشجار وينظر إلى بعد عله يرى أثرًا لقدم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذات يوم والناس في انتظار بلهف وشوق وقد انتصف النهار واشتد الحر توافدوا جماعة بعد جماعة وإذا برجل ينادي بأعلى صوته ها قد جاء من تنتظرون يا أهل المدينة وتكر الجموع عائدة لاستقبال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والحب يسبقها ولسان حالها يقول :

طلع البـدر علينـا *** من ثنيـّات الوداع

اللهم أعد علينا هذه الذكرى العظيمة المباركة بالأمن والأمان يا رب العالمين.

هذا وأستغفر الله .

الهجرة المباركة

إنَّ في حياةِ رسول الله أحداثاً حوّلت مجرَى التاريخ وأحدَثت أعظمَ نقلة وأعقبت أقوَى الآثار، تبوَّأت منها الهجرة النبوية المبارَكَة مكاناً عليًّا ومقاماً كريماً، حيث كانت بحقٍّ فتحاً مبيناً ونصراً عزيزاً ورِفعة وتمكيناً وظهوراً لهذَا الدّين، وهزيمةً وصَغاراً للكافرين.

وفي وقائِع هذه الهجرة مِن الدّروس والعبَر وفي أحداثِها من الفوائد والمعاني ما لا يكاد يحِيط به الحصر ولا يستوعِبه البيان، فنها أنَّ العقيدةَ أغلى من الأرض، وأنَّ التوحيدَ أسمى من الديار، وأنَّ الإيمان أثمنُ من الأوطان، وأنَّ الإسلامَ خير من القناطير المقنطَرة من الذّهب والفضّة والخيلِ المسوّمة والأنعام والحرث ومن كلِّ متاعِ الحياة الدنيا، يتجلّى هذا المعنَى بيّنًا في خروجِ هذا النبيّ الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع صاحبِه الصدّيق رضي الله عنه مهاجرَيْن من هذا الحِمى المبارَك والحرمِ الآمِن والأرضِ الطيّبة التي صوّر واقعَها الحديثُ الذي أخرجَه أحمد في مسندِه والترمذيّ وابن ماجه في سننهما بإسناد صحيح عن عبد الله بن عديّ بن حمراء الزّهريّ أنّه قال: رأيتُ رسول الله واقفًا على الحَزْوَرَة[1]قال: ((والله، إنَّك لخيرُ أرضِ الله وأحبُّ أرضِ الله إلى الله، ولولا أنِّي أُخرجتُ منكِ ما خرجت))

وفي الهجرة كمَال اليقينِ بمعيّة الله تعالى لعبادِه المؤمنين الصَّادقين، ذلك اليقين الرَّاسخ الذي لا تزعزِعُه عواصِف الباطل، يستبينُ ذلك جليًّا في حالِ هذَين المهاجرَين الكريمَين حين عظُم الخَطب وأحدَق الخطرُ ببلوغ المشركين بابَ الغارِ الذِي كانَا فيه، وحينَ قال أبو بكر رضي الله عنه: والله يا رسول الله، لو أنَّ أحدَهم نظر إلى موضعِ قدمَيه لرآنا، فقال رسول الله قولتَه التي أخذَت بمجامعِ القلوبِ. ((يَا أبَا بَكر، مَا ظنُّكَ باثنَين اللهُ ثالثُهما)) ، وأنزَلَ سبحانه مصداقَ ذلك في كتابه، أنزل قولَه : إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:40].

وأيُّ معيّةٍ هذه المعيةَ؟ إنّها المعيّةَ الخاصّة التي تكون بالتّأييد والتّوفيق والحِفظ والمعونةِ والنّصر إنّما جعلها الله تعالى لأوليائِه المتّقين المحسِنين الذين بذلوا حقَّ الله عليهم في توحِيده وإفرادِه بالعبادةِ وتركِ الإشراكِ به، ثمَّ بامتثال أوامرِه والانتهاء عمَّا نهاهم عنه.والمعية تاءتى بمعنى العلم كقوله تعالى(( وهو معكم أينما كنتم)) أي عالم بكم حيث كتتم الله تعالى لا يخفى عليه شيء عالم بالأماكن كلها وهو موجود بلا مكان , حتى إذا سكن الطلب عنهما قليلا خرجا من الغار بعد ثلاث ليال متجهين إلى المدينة على طريق الساحل فلحقهما سراقة بن مالك المدلجي على فرس له فالتفت أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال النبي : ((لا تحزن إن الله معنا)) فدنا سراقة منهما حتى إذا سمع قراءة رسول الله غاصت يدا فرسه في الأرض حتى مس بطنها الأرض وكانت أرضا صلبة فنزل سراقة وزجرها فنهضت فلما أخرجت يديها صار لأثرهما عثان ساطع في السماء مثل الدخان قال سراقة: فوقع في نفسي أن سيظهر أمر رسول الله فناديتهم بالأمان فوقف رسول الله ومن معه فركبت فرسي حتى جئتهم وأخبرتهم بما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع وقال للنبي : إنك تمر على إبلي وغنمي بمكان كذا فخذ منها حاجتك. فقال: ((لا حاجة لي في ذلك)) وقال: ((أخف عنا)). فرجع سراقة وجعل لا يلقى أحدا من الطلب إلا رده وقال: كفيتم هذه الجهة فسبحان الله رجل ينطلق على فرسه طالبا للنبي وصاحبه ليظفر بهما فيفخر بتسليمهما إلى أعدائهما من الكفار فلم ينقلب حتى عاد ناصرا معينا مدافعا يعرض عليهما الزاد والمتاع وما يريدان من إبله وغنمه ويرد عن جهتهما كل من أقبل نحوها وهكذا كل من كان الله معه فلن يضره أحد وتكون العاقبة له. ويعود سراقة ويكمل الرسول مسيرته إلى طيبة ويصل هناك ليستقبله المسلمون بحفاوة وترحيب وفرح وحب، وليؤسس صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ويعز الله دينه ويعلي كلمته ولو كره الكافرون ولو كره المشركون.

إنَّ هذه الهجرةِ المباركة وعبرِها هيَ جديرة بأن تبعثَ فينا اليومَ ما قد بعثَته بالأمسِ مِن روحِ العزَّة، وما هيَّأته من أسبابِ الرِّفعة وبواعثِ السموِّ وعواملِ التَّمكين. إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ

الهجرة الشريفة

الهجرة الشريفة


إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستغفِرُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ، من يَهْدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ومن يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى كلّ رسولٍ أرسلَه.

أما بعدُ عبادَ اللهِ أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ. يقولُ اللهُ تعالى في كتابهِ العزيز {إلاّ تنصرُوه فقد نصرَهُ اللهُ إذْ أخرجَه الذين كفروا ثانِيَ اثنينِ إذْ هُما في الغارِ إذْ يقولُ لصاحِبِهِ لا تحْزَنْ إنَّ اللهَ معنَا}.

عبادَ اللهِ، لما بُعِثَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أُمِرَ بالتبليغِ والإنذارِ بلا قتالٍ فظَلَّ أربعةَ عشرَ عاماً يدعو الناسَ إلى الإسلامِ من غيرِ قتالٍ فآمنَ بهِ بعضُ الناسِ كأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍ وبلالٍ وغيرِهم، وبقِيَ على الكُفرِ أكثرُ الناسِ وصاروا يؤذونَهُ وأصحابَهُ، فلمّا اشتَدَّ عليهِمُ الأذى هاجرَ بعضُ أصحابِ النَّبِيّ إلى الحبشةِ وكانوا نحوَ ثمانينَ منهم عثمانُ بنُ عفان وجعفرُ بنُ أبي طالب.

ولما كثُرَ أنصارُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ بيثربَ أمرَ اللهُ المسلمينَ بالهجرةِ إليها فخرجوا أرسالاً، ثم هاجَرَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من مكةَ محلّ ولادَتِه مع أبي بكرٍ الصدّيقِ بعد أن أقامَ في مكّةَ منذُ البِعثةِ ثلاثَ عشرةَ سنةً يدعو إلى التوحيدِ ونبذِ الشّرْكِ. ولم تكنْ هجرةُ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حُبّاً في الشُهرةِ والجاهِ والسلطانِ فقد ذهبَ إليهِ أشرافُ مكّةَ وقالوا له: إن كنتُ تريدُ بما جئتَ بهِ مالاً جمَعْنا لكَ من أموالِنا حتى تكونَ أكثرَنا مالاً، وإن كنتَ تريدُ مُلْكاً ملَّكناكَ إيّاه ولكنَّ النبيَّ العظيمَ أسمى وأشرفُ من أنْ يكونَ مقصودُه الدنيا. ولهذا كان يقولُ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلم لعمّهِ أبي طالب حين أتاهُ يطلبُ منه الكفَّ عن التعرُّضِ لِقَوْمِهِ وما يعبُدُون: "واللهِ يا عمّ لو وضَعُوا الشمسَ في يميني والقمرَ في يَساري على أن أَتْرُكَ هذا الأمرَ ما تركتُهُ حتى يُظهِرَه اللهُ سبحانه وتعالى أو أهْلِكَ دونه".

وبالنبيّ صلى الله عليه وسلم اقتدى الصحابةُ الأجلاّءُ فقد خرَجَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه من مكةَ مع أربعينَ من المستضعَفينَ في وضَحِ النَّهارِ ممتشِقاً سيفَهُ قائِلاً لصنادِيدِ قريشٍ بصوتٍ جهيرٍ: "يا معشرَ قريش من أرادَ منكم أن تُفصَل رأسُه أو تَثْكُلَهُ أمُّهُ أو تترمَّلَ امرأَتُهُ أو يُيَتَّمَ ولدُه أو تذهبَ نفسُهُ فَلْيَتْبَعْنِي وراءَ هذا الوادي فإِني مهاجِرٌ إلى يثرب".

فما تجرأَ أحدٌ منهم أن يحولَ دونَهُ ودونَ الهِجرةِ. ثم إنَّ المشركينَ كانوا قد أجمعوا أمرَهم على قتلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فجَمَعوا من كلّ قبيلةٍ رجلاً جلداً نسيباً وسيطاً ليضرِبوهُ ضربةَ رجلٍ واحدٍ حتى يتفرَّقَ دمُهُ في القبائِلِ، فأتى جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأمرَه أن لا يبيتَ في مضجَعِهِ الذي كانَ يبيتُ فيه وأخبَرَهُ بمَكْرِ القومِ وأنزل اللهُ تعالى {وإذْ يمكرُ بكَ الذين كفروا ليُثْبِتُوكَ أو يَقتلُوكَ أو يُخرجُوكَ ويمكرونَ ويمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين}.

فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالب فأمرَهُ أن يبيتَ على فِراشِه ويتسَجّى ببُرْدٍ له أخضرَ ففعل، ثمّ خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على القومِ وهم على بابِه ومعه حُفنةُ ترابٍ فجعل يذرُّها على رُؤوسِهم، وأخذَ اللهُ عز وجلّ بأبصارِهم عنْ نَبِيّه، وهو يقرأُ {يس والقرءانِ الحكيم} إلى قولِه {فأغشيناهم فهم لا يُبصرون} فلمّا أصبَحوا فإذا هم بعليّ بنِ أبي طالبٍ فسألوهُ عن النبيّ فأخبرَهُم أنّهُ خرجَ فركِبوا في كلّ وجهٍ يطلُبونَهُ وكانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد سارَ مع أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنه حتى وصلا إلى غارِ ثورٍ فدخلاهُ، وجاءتِ العنكبوتُ فنَسَجَتْ على بابِه، وجاءَتْ حَمامةٌ فباضَتْ ورَقَدَتْ، فلما وصلَ رجالُ قريشٍ إلى الغارِ قال أبو بكر: يا رسولَ اللهِ لو أن أحدَهم ينظُرُ إلى قدميهِ لأبصرَنا تحتَ قدميه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر ما ظنُّكَ باثنينِ اللهُ ثالثُهما".

عبادَ اللهِ، لقد سلَّمَ اللهُ نبيَّهُ الكريمَ من شرّ المشركينَ فوصلَ إلى المدينةِ المُنَورةِ ومعه صاحبُه فاستقبَلَهُ المؤمنونَ بالفرحِ واستبشروا بقدومِه، وسمَّى الرسولُ يثربَ بالمدينَةِ المنورةِ وءاخى بينَ أهلِها والمهاجِرين، وسمّاهم الأنصارَ، وبنى مسجِدَه ومساكِنَه. وقد استقبلَ الأنصارُ إخوانَهُمُ المهاجرينَ ومدُّوا لهم يدَ المساعَدةِ والعونِ حتى كان الأنصاريُّ يقسِمُ مالَهُ ومتاعَهُ بينه وبين أخيهِ المهاجِر. فحَرِيٌّ بنا أن نقتديَ بهؤلاءِ الأفذاذِ من الناسِ الذين عرفوا معنى الأخوَّةِ الحقيقيَّ فأيَّدهم اللهُ بنصرِه.

50 صفه تعشقها المرأة فى الرجل

من هو الرجل الذي تنجذب إليه المرأة ؟ سؤال يدور في ذهن العديد من الرجال ، لذلك قامت العديد من مواقع الانترنت باستفتاءات ودراسات  تبين من خلالها أن الرجل يمتلك الكثير من الصفات الجذابة  ، سنسرد لكم هنا أكثر 50 صفة تعشقها المرأة  في الرجل :

1 - واضح وذو نظرة مريحة ، فالعين تبدي أقوى الدلائل على طبيعة الشخص وأخلاقه، فهي تنطق بكل لسان ولا تحتاج إلى ترجمان، فالرجال يتحدثون بعيونهم أفصح مما يتحدثون بألسنتهم .

2 - مقبل على الحياة وواثق من نفسه ، فالثقة بالنفس مؤشر على النجاح فعندما تكون واثقا من نفسك سيثق بك الآخرين ، وعندها ستأتمنك المرأة على نفسها.

3 - طول القامة، فالرجل الطويل أكثر تأثيرا وجذبا للنساء  ويوفر لها الشعور بالأمان والراحة وبالتالي تزداد فرصته في العثور على شريكة مناسبة له ، أما الرجل قصير القامة يعمد إلى التعويض ببذل جهد أكبر في العمل ليبرهن على كفاءته أمام الجنس الآخر ، واذا تمكن من توفير الشعور بالأمان و الراحة للمرأة فلن تسأل عن طوله.

 4 - قوة البنية  والعضلات المفتولة ، لا يعني ذلك أن تكون في قوة لاعبي المصارعة ، فالنساء ترى الرجل متناسق الجسم جذاب جدا ، مع اختيار الملابس المناسبة.

5 - خفة الدم والمرح ، تقبل النساء على الرجل المرح سريع النكتة ، فخفيف الدم  يستطيع حل المشكلات بتحويلها إلى موقف مرح، بينما الرجل الجاد يحولها الى مأسآة .

 6 - الذكاء و البراعة  ، "الرجل البارع في عمله يتساوى مع الملوك" فكيف اذا كان بارعا مع النساء ؟   ان المراة الذكية يستهويها الرجل البارع في الحديث و الذي يستطيع أن يحاورها و يبدع في أسلوب الحوار معها و ذكاء الرجل يطمئن المرأة ويجعلها تقتنع برجولته.

7- الخبرة بطبيعة المرأة ،  المرأة تحب الرجل الخبير بطبيعتها لأنه يفهمها ولا يجبرها على كسر طبيعتها فهو يعلم أن المرأة عاطفية فلا يكسر عاطفتها بالمنطق ويرغمها بالخضوع للمنطق ، بل يأتيها من جانب عاطفتها ويقبل في كثير من الأحيان تناقضها.

8-  الغنى ، المال والجاه والسلطان قد يعوض المرأة عن نواقص كثيرة في الرجل خصوصا اذا كان يفتقر المشاعر ،  فهو يدل على القوة والأمن والراحة و الجاذبية أيضا .

9 - التواصل الجسدي ، اللمسة هى أقوى ما يثير مشاعر الانجذاب و يفرغ المشاعر السلبية،  والتواصل الجسدي جزء مهم من البناء العاطفي والنفسي لصحة الأزواج  فالمرأة تحب من زوجها أن يتواصل معها جسديا في كل الأوقات ، ليس وقت ممارسة العلاقة الحميمة فقط كما يفعل أكثر الرجال.

10-  الشجاعة ، فالمرأة تحب الرجل الشجاع وتكره الرجل الجبان ، لأن في الشجاعة تتجسد معاني القوة والحماية .

11-  الإبتسامة الجذابة ، ابتسامة الرجل الجذابة تهز قلوب النساء ، لها تأثيرها القوي وجمالها الساحر عليهن

12-  التركيز في العمل ، إذا تمكنت المرأة من مشاهدتك بينما تعمل على مهمة فإنها غالبا ستشعر بالانجذاب نحوك.

13 - العزف على آلة موسيقية ، هل تتساءل لماذا يحصل نجوم الروك على الفتيات دوما؟  هناك أسباب عديدة و لكن في النهاية يكون عازفي الآلات الموسيقية أكثر جاذبية من غيرهم.

14 - الأناقة ، المرأة مخلوق يهتم بالمظاهر، وتحب الرجل الذي يهتم بمظهره ويبدي أناقته وذوقه الرفيع ، فعليه أن يعلم أن المرأة ليست مثله، فالرجل يحب بعقله بينما تحب المرأة بقلبها وعينيها وأذنيها، وهي تعتبر اهتمامه بمظهره من ضمن الأمور التي تعبر عن شخصيته، بينما قد يهمل الرجل هذا الجانب من نفسه.

15- الصوت العميق،  صوتك يقول الكثير عنك لأن تأثير صوت الرجل على المرأة أقوى من تأثير صوت المرأة على الرجل فالمرأة تقدر على استنتاج أمور كثيرة من خلال الحديث عن مدى ثقتك وعن مدى ثقافتك وعن مدى حسن اسلوبك من خلال صوتك، بمعنى أن المرأه لديها القدرة على جمع عدة معلومات عنك من خلال ما تسمعه، وهذا يتيح فرصة للتأثر أكبر .

16- رائحة العرق، أن رائحة تعرق الرجل هي التي تجعل المرأة تنجذب إليه أو تنفر منه، رائحة العرق بمستوى منخفض جدا جذابة جدا للمرأة. فإنه يثير الشعور بالإثارة في النساء. ومع ذلك ، لا تتمادى و تجعل رائحتك كريهة. هذا منفر.

17- القيادي والمسيطر، أن تكون قائدا صفة جذابة جدا للمرأة ، فإنها تدل على المكانة و الأهمية الاجتماعية و اتخاذ القرارات و المرأة تشعر بأن الرجل ينبغي أن يكون مهيمن بشكل طبيعي.

18-الرجل الذي يحب الأطفال أكثر جاذبية، أظهرت دراسة أن  الرجال الذين يحبون الأطفال أكثر جذبا للنساء من الرجال المشبعين بهرمون التستوستيرون الذي يبرز مظاهر رجولتهم .

19- الرجل الذي يظهر اهتمامه ،  الرجل الذي يهتم بالمرأة عاطفيا وروحيا، حتى عندما لا تكون المرأة بحاجة لهذا الاهتمام أو حتى إذا لم تطالب به والذي لا ينسى أبدا أعياد الميلاد والذكرى السنوية للزواج هو الرجل رقم واحد عند النساء.

20- الرجل المنفتح إلى حدود المعقول ، تعجب المراة بالرجل الذي لا يخرج عن الشرع لا هو الذي يحرم ما أحل الله ولا هو الذي يحلل ما حرمه الله.

21- الإيجابية ، الايجابين بشكل عام جذابين جدا، إذا أمكنك أن تظهر لها الجانب المشرق من الأشياء و تناقش بقوة وبلغة لطيفة وتتمسك بالقيم وتتنازل عن الصغائر فسوف تعجب بذلك.

22- الكرم، إن السخاء يلعب دورا في تعزيز الجاذبية بين الجنسين ، فصفة الكرم في الشخص تساهم في زيادة جاذبيته وتؤهله للدخول في علاقات، خاصة النساء اللواتي انجذبن للرجال الذين يبادرون بالعطاء، وبعكس الرجال الذين لم ينجذبوا للمعطاءة.

23- الأظافر، لم يعد الإهتمام بأظافر اليدين والقدمين حصراً على النساء،بل يتجه الكثير من الرجال نحو العناية بأظافرهم سواء من ناحية صحية أو تجميلية ليعكس أناقة خاصة ، فالرجل الذي يهتم بأظافره يجذب المراة

24- طول الشعر، لا تميل معظم النساء للطول المتوسط ولا الطويل للشعر على الرجال. تفضل المرأة إذا كان الرجل صاحب شعر خفيف أن يقوم بحلاقته تماما. قصة العسكر والمارينز تلقى رواجا بين كثير من النساء.

25- الشعر الشائب، الشعر الأبيض لن يضر بمظهرك أبدا، على العكس فغالبية النساء يعتبرنه مظهرا يضفي الكثير من الجاذبية والسحر. لذا ننصحك بالاحتفاظ بهذه الشعيرات البيضاء فأنت لاتعرف كيف تفكر النساء!

26- أول ظهور اللحية والشارب أو مايعرف بالDirty look ، يعتبر مظهرا جذابا ولافتا لغالبية النساء، يضفي المزيد من الرجولة والجمال على الوجه، خاصة إذا كان صافيا وكانت البشرة تخلو من الحساسية وحبوب الشباب.

27- الأسنان، أسنان الرجل جزء مهم من جاذبيته  وحتى وإن كان الرجل جميلا فإن الأسنان الصفراء ستذهب بكل جهده أدراج الرياح ما أن يكشف عنها بابتسامته أو ضحكه أمام المرأة .

28- صاحب البشرة السمراء، تميل معظم النساء إلى الرجال ذوي التقاسيم السمراء ، لأن سحنتهم توحي بالرجولة والغموض والخطر، وهي العوامل التي تستثير النساء عامة!

29- الرجل الرومانسي، المرأة تحب أن يقدرها الرجل ويشعرها بأنها محبوبة ، والرجل الرومانسي يفعل ذلك ويستخدم الوسائل الرومانسية ليريها أنه يفكر بها في كل الأوقات ، بالإضافة إلى ذلك هي تشعر بالحرية في التعبير عن مشاعرها أمام رجل يبادلها ذلك على طريقتها.

30 - العاطفي، تفوق الرجل العاطفي عن الوسيم وحسن المظهر ودمث الأخلاق في اختيارات النساء حول الرجل المفضل للزواج . حيث أفاد استطلاع أن 79% من النساء يفضلن الرجل العاطفي.

31- البراءة، ليست متعة عندما تعرف كل شيء ، و حاولت كل شيء. قليلا من البراءة جذابة لأنها تجعلك أكثر إنسانية. هناك دائما شيء ما لديك لم يحاكم ، واسمح لها بمعرفته وأدعوها لمحاولته معك. طلب نصيحتها سيكون جيدا أيضا.

32- الاستقامة، الرجل المستقيم حلم كل فتاة والمرأة التي تعيش تحت مظلة رجل مستقيم تعرف مذاق الجنة وهي على الأرض.

33- الرزانة، المرأة تحب الرجل الرزين، محل الثقة والكتوم (إلا عنها).

34- الغيرة،  المرأة تحب الرجل الذي يغار عليها لأنها تدرك بفطرتها أن الغيرة دليل الحب والإعزاز والاهتمام، ولكن على ألا تزيد الغيرة عن الحدود وألا تتحول إلى رعب وقيد.

35- ان يحبها لذاتها، مهما كانت المرأة قليلة التعليم والثقافة فلها في الحب حاسة سادسة تميز بها بشكل صحيح بين من يحبها لمالها او راتبها او جاه أهلها أو نحو ذلك وكل إمرأة أمنيتها في الحياة أن يحبها الرجل لذاتها.

36- الوفاء، إنه من أهم وأشرف الخصال التي تحبها المرأة في الرجل لتحس أنها تحيا حياة انسانية بكل معنى الكلمة.

37-الشخصية القوية، وقوة الشخصية التى تحبها المرأة في الرجل ليست هي (الجلافة) ولا السيطرة الدكتاتورية ولكنها الشخصية الرجولية المتكاملة القادرة على مواجهة التحديات وشق طريق المستقبل وفرض الحق، في نفس الوقت الشخصية القادرة على الحب والرقه والحنان والعطف في مواضعها.

38 - المؤمن، النساء يفضلن الرجل المؤمن المتدين بلا غلو ، والرجل صاحب الدين إن أحبها أكرمها، وإن لم يحبها لم يظلمها، فالدين يحجز عن الظلم، كما أنه يحمي من الوقوع في الموبقات.

39- الشهامة ، الرجل الشهم الذي تحبه المرأة هو الذي يؤمن بأن العلاقة بينهما ليست مجرد رغبة بالحصول عليها إنما علاقة مبنية على التبادل غير المشروط بالحصول على مقابل فالمرأة تنفر من الرجل الباحث دائما عن المكاسب و المقابل و تميل إلى الرجل الشهم و الخدوم من دون انتظار مقابل.

40- الصراحة ، المرأة لا تفضل الرجل الغموض والمراوغ في علاقتها و تحب الرجل الصريح معها من بداية الطريق.

41-  غير التقليدي، المرأة تنجذب للرجل المتجدد دائما وغير النمطي في لباسه ويتصرف بطريقة تختلف عن أقرانه.

42- الرجل الدبلوماسي ، تنجذب المرأة  للرجل الدبلوماسي الذي يتقن فن التعامل معها و يختلق المناسبات و يقدم الهدايا  ويشعر بأنها جديرة بحبه وامتلاك قلبه.

43- سريع البديهة، المرأة تفضل أن تكون مع رجل يثير تفكيرها عن اخر بعقل "ميت".

44- الثابت، اذا كنت تسعى وراء أهدافك فسيشعر غيرك بذلك. هذا جذاب جدا لأنه يظهر قوة الارادة التي لا يتمتع بها الكثير من الرجال.

45- الواثق بنفسه، هو الرجل الذي يشعر بالأمان ويثق بنفسه وشخصيته حازمة ومحاطة بهالة من القوة والسلطة في العلاقة ، وهذا الرجل لا يغار من الآخرين ولا يشعر أنه مهدد من زميلها في العمل أو خطيبها السابق أو أي رجل آخر.

46-    الانتقائية، إذا كنت انتقائي ، فإنه يعني أنك غير متطلب وذات قيمة كبيرة ، بما يكفي للكثير من الناس ليريدونك.

47-  الخبرة، النضج يكون مثير جدا. اذا كنت تعرف ماتفعل فانها ستقدر ذلك بشكل كبير.

 48-  أن تكون منافس، اللعب الصعب للحصول على ماتريد ينطبق على المرأة كما هو بالنسبة للرجال. الناس يريدون ما لا يمكن أن يكون لديهم، وإذا كان عليهم العمل من أجل شيء سوف يقدرون ذلك بكثير.

49-  التواضع، لا أحد يحب التعالى و الافتخار الزائد. التواضع جذاب جدا. لا يوجد شيء أفضل من فتاة تعرف شيء جيد عنك عن طريق صديق.

50- أن تكون نفسك ، فالرجل الذي يتصرق على طبيعيته يخلد في ذاكرة المرأة و لا تنساه،  يجب عليك عدم محاولة التظاهر لتكون شيئا غير نفسك .

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

الاضحيه

الاضحيه


الأضحية
بسم الله الرحمن الرحيم
عن البراء بن عازب ، رضي الله عنه ، قال : خرج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يوم أضحى ، فصلى العيد ؛ ثم أقبل بوجهه ، وقال : ( إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة ، ثم نرجع فننحر ، فمن صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ، ومن نسك قبل الصلاة فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء ) ، وفي رواية : ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فلا يذبح حتى ينصرف ) ، فقال أبو بردة بن نيار خال البراء : يا رسول الله فإن نسكت شاة قبل الصلاة ، وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب ، وأحببت أن تكون شاتي أول شاة تُذبح في بيتي ، فذبحت شاتي ، وتغديتُ قبل أن آتي الصلاة ، وأطعمت أهلي وجيراني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( شاتك شاة لحم ) ، قال : يا رسول الله فإن عندنا عناق لبن ؛ جذعة من المعز هي خير من شاتيْ لحم ، أفيجزئ عني ؟ قال : ( نعم ، ولن تجزئ عن أحد بعدك ) ، [ رواه البخاري ] .
هذا الحديث رواه البخاري في اثني عشر موضعًا من ( صحيحه ) ، وروى أيضًا حديثًا في نفس القصة عن أنس ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى يوم النحر ، ثم خطب ، فأمر من ذبح قبل الصلاة أن يعيد الذبح ، فقام رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله جيران لي - إمّا قال : بهم خصاصة ، وإمّا قال : فقر - وإني ذبحت قبل الصلاة وعندي عناق لي أحب إليّ من شاتيْ لحم ، فرَخَّص له فيها ، قال أنس ، فلا أدري أبلغت رخصة من سواه أم لا .
ورَوى أيضًا عن جندب بن سفيان البجلي قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أضحياه ذات يوم ، فإذا أناس قد ذبحوا ضحاياهم قبل الصلاة ، فلما انصرف رآهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد ذبحوا قبل الصلاة ، فقال : ( من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى ، ومن كان لم يذبح حتى صلينا فليذبح على اسم الله ) .
فهذه الأحاديث الثلاثة التي رواها البخاري بطرق متعددة ، لعظم الفوائد المستنبطة منها ، فهي دالة على مسائل هامة ، منها :
أن الصلاة قبل الخطبة ، وهذا في العيدين خلافًا للجمعة ، وقال في ( الفتح ) : قال الزين بن المغيرة : الصلاة ذلك اليوم هي الأمر الأهم ، وأن ما سواهما من الخطبة ، والنحر والذكر ، وغير ذلك من أعمال البر يوم النحر فبطريق التبع ، وصلاة العيد ركعتين يكبر في الأولى سبعًا ، وفي الثانية خمسًا قبل القراءة ، قال ابن دقيق العيد : وجميع ما له خطب من الصلوات ، فالصلاة مقدمة فيه إلا الجمعة وخطبة يوم عرفة .
وقت صلاة العيد
في ( الفتح ) قال ابن بطال : أجمع الفقهاء على أن صلاة العيد لا تصلى قبل طلوع الشمس ولا عند طلوعها ، وإنما تجوز عند جواز النافلة . ( انتهى ) .
وقال البغوي في ( شرح السنة ) : ويستحب أن يغدو الناس إلى المصلى بعدما صلوا الصبح لأخذ مجالسهم ويكبرون ؛ ويكون خروج الإمام في الوقت الذي يوافي فيه الصلاة وذلك حين ترتفع الشمس قيد رمح ، ثم المستحب أن يعجل الخروج في الأضحى ويؤخر الخروج في الفطر قليلاً . ( انتهى ) .
وليس لصلاة العيد أذان ولا إقامة ، وهي تؤدى في الجماعة ، وليس المسجد شرطًا في صحتها ، ويؤمر الناس بالاجتماع فيها ، ويشهدها النساء ، حتى الحيض يشهدنها ، ويعتزلن الصلاة رغبة في شهود الخير ، ويكبر الناس في المنازل والطرقات والأسواق حتى يبلغوا المصلى ، فيكبرون مع الناس ، وفي الحديث عن أم عطية : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخْرِجَ في العيد العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين .
قال ابن دقيق العيد : والمقصود بيان المبالغة في الاجتماع وإظهار الشعار .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل يوم الفطر قبل الصلاة لحديث أنس عند البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وترًا ، أما يوم الأضحى فهو يوم أكل وشرب ، كما جاء في حديث البراء عند البخاري ، وهو يوم يشتهى فيه اللحم ، كما في حديث أنس ، فلعل هذا يشير أن الأكل إنما يكون من الأضحية .
أما حديث بريدة : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَم ، ولا يَطْعَم يوم الأضحى حتى يصلي .
فالحديث وإن أخذ الفقهاء بما دلّ عليه إلا أن أسانيده لا تَسْلَم من مقال . ( قاله ابن حجر في الفتح ) .
ثم قال : قال ابن المنير : وقع أكله صلى الله عليه وسلم في كل من العيدين في الوقت المشروع لإخراج صدقتها الخاصة بهما ، فإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها ، واجتمعا من جهة وافترقا من جهة أخرى . ( انتهى ) .
قال في هامش ( شرح السنة ) : قال الحاكم في ( المستدرك ) : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي على تصحيحه وصححه ابن حبان وابن القطان .
وصلاة العيد ركعتان بغير أذان ولا إقامة ، ولا يصلى قبلها ولا بعدها ؛ يكبر في الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبعًا ، وفي الثانية بعد تكبيرة الانتقال خمسًا ، يرفع اليدين في كل تكبيرة ، يقرأ بعد الفاتحة في الأولى : ( ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيد ) ، وفي الثانية ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر ) ، أو يقرأ بعد الفاتحة في الأولى : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ، والثانية : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) ، ويُسن أن يأتي من طريق ويرجع من آخر .
وفي الحديث الأمر بالأضحية وفضلها وحكمها ، أما عن فضلها وثوابها ، فلقد أخرج الترمذي وابن ماجه عن عائشة مرفوعًا : ( ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله ، عز وجل ، من هراقة الدم ، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم يقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسًا ) ( 1 ) .
أما عن حكمها : فلقد اختلف أهل العلم بين الوجوب والندب : الأضحية والعقيقة والهدي أفضل من الصدقة بثمنها ، وهي من النفقة المعروفة ، فيضحى عن اليتيم في ماله ، وتأخذ المرأة من مال زوجها ما تضحي به عن أهل البيت وإن لم يأذن في ذلك ، ويضحي المدين إذا لم يطالب بالوفاء .
قال العيني في ( العمدة ) : قال سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح وعلقمة والأسود والشافعي وأبو ثور : لا تجب فرضًا لكنها مندوب إليها ، من فعلها كان مثابًا ، ومن تخلف عنها لا يكون آثمًا ، وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وأبي مسعود البدري وبلال .
قال الليث وربيعة : لا نرى أن يتركها الموسر المالك لأمر الأضحية ، وقال مالك : لا يتركها ، فإن تركها بئس ما صنع ، إلا أن يكون له عذر - ثم قال العيني - وتحرير مذهبنا ، أي : الأحناف ، ما قاله صاحب ( الهداية ) : الأضحية واجبة على كل مسلم حر مقيم موسر في يوم الأضحى عن نفسه وعن ولده الصغار .
ودليل القائلين بالندب حديث أم سلمة مرفوعًا : ( من رأى هلال ذي الحجة منكم وأراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) ، والتعليق بالإرادة ينافي الوجوب .
ودليل القائلين بالوجوب حديث ابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعًا : ( من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا ) ، ومثل هذا الوعيد لا يلتحق بترك غير واجب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما الأضحية فالأظهر الوجوب ، ( ثم قال ) : ونُفَاة الوجوب ليس معهم نص ، فإن عمدتهم قوله صلى الله عليه ، وسلم : ( من أراد أن يُضحي ) ، قالوا : فالواجب لا يتعلق بالإرادة ، وهذا كلام مجمل ، فهو كقوله : ( إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ) [ المائدة : 6] ، وقد قدروا فيه إذا أردتم القيام ، وقدروا : إذا أردت القراءة فاستعذ ، والطهارة واجبة ، وقوله : ( من أراد أن يُضحى ) ، كقوله : ( من أراد الحج فليتعجل ) ، ووجوبها حينئذ مشروط بأن يقدر عليها ، فاضلاً عن حوائجه الأصلية كصدقة الفطر ، فليس كل أحد يجب عليه أن يضحي ، وما نقل عن بعض الصحابة أنه لم يضحِ ، بل اشترى لحمًا ، فقد تكون مسألة نزاع كما تنازعوا في وجوب العمرة ، وقد يكون من لم يصحِ لم يكن له سعة في ذلك العام .
وأراد بذلك توبيخ أهل المباهاة الذين يفعلونها لغير الله ، أو أن يكون قصد بتركها ذلك العام توبيخهم ، فقد ترك الواجب لمصلحة راجحة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب … ) ، فكان يهم أن يدع الجمعة والجماعة الواجبة لأجل عقوبة المتخلفين ، فإن هذا من باب الجهاد الذي قد يضيق وقته ، فهو مقدم على الجمعة والجماعة . ( انتهى مختصرًا ) .
الأضحية بالخصي
عن عائشة وأبي هريرة ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يُضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين ، فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ، وذبح الآخر عن محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم . [( صحيح ابن ماجه ) ] .
المؤجوء : هو الخصي .
قال البغوي : كره بعض أهل العلم الموجوء لنقصان العضو ، والأصح أنه غير مكروه ؛ لأن الخصاء يفيد اللحم وينفي الزهومة ، وسوء الرائحة ، وذلك العضو لا يؤكل .
وقال الخطابي : وفي هذا دليل على أن الخصي من الضحايا غير مكروه .
وقال القرطبي : والجمهور على أنه لا بأس أن يُضحي بالخصي ، واستحسن بعضهم إذا كان أسمن من غيره ، ورخص مالك في خصاء ذكور الغنم ، وإنما جاز ذلك ؛ لأنه لا يقصد به تعليق الحيوان بالدين لصنم يُعبد ولا لرب يوحد ، وإنما يقصد به تطييب اللحم فيما يؤكل وتقوية الذكر إذا انقطع أمله عن الأنثى .
اختيار الأضحية
قال ابن القيم : وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ، اختيار الأضحية واستحسانها وسلامتها من العيوب ، ونهى أن يُضَحّي بعضباء الأذن والقرن ؛ أي مقطوعة الأذن ومكسورة القرن ، النصف فما زاد ، وأمر أن تستشرف العين والأذن ، أي ينظر إلى سلامتها ، وأن لا يضحى بعوراء ولا مقايلة ، التي قطع مقدم أُذنها ، ولا مدابرة ، التي قطع مؤخرة أذنها ، ولا شرقاء ، التي شقت أذنها ، ولا خرقاء ، التي خرقت أذنها، قال تعالى : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب ) [ الحج : 32] ، ومن تعظيمها استحسانها واستسمانها والمغالاة في أثمانها ، وقال تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون ) [ آل عمران : 92] ، فما كان أحب إلى المرء إذا تقرب به إلى الله تعالى كان أحب إلى الله تعالى .
قال بعض السلف : لا يهدي أحدكم لله تعالى ما يستحي أن يهديه لكريمه ، وقال تعالى : ( وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) [ البقرة : 267] .
وفي حديث البراء بن عازب في ( الموطأ ) ، و ( السنن ) مرفوعًا : لا يُضحي بالعرجاء بَيِّن ظلعها ، ولا العوارء بَيِّن عورها ، ولا بالمريضة بّيِّن مرضها ، ولا بالعجفاء التي لا تنقي .
قال ابن عبد البر : أما العيوب الأربعة المذكور في هذا الحديث فمجمع عليها ؛ لا أعلم خلافًا بين العلماء فيها ، ومعلوم أن ما كان في معناها داخل فيها ، فإذا كانت العلة في ذلك قائمة ، ألا ترى أن العوراء إذا لم تجز في الضحايا فالعمياء أحرى ألا تجوز وإذا لم تجز العرجاء فالمقطوعة الرجل أحرى ألا تجوز ، وكذلك ما كان مثل ذلك كله ، قال القرطبي عند قوله تعالى : ( وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الْأَنْعَامِ ) [ النساء : 119] ، ولما كان هذا من فعل الشيطان وأثره ، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُستشرف العين والأذن ولا نضحي بعوراء ولا مقابلة ولا مدابرة ولا خرقاء ولا شرقاء .
( ثم قال ) : والعيب في الأذن مُرَاعى عند جماعة العلماء .
الأنعام التي يُضحي بها
ولا يجزئ في الأضحية إلا من الغنم والمعز والبقر والإبل بإجماع ، ولكن اختلفوا في الأفضل منها ، أما الشافعي ففضل الإبل ، ثم البقر ، ثم الكباش ، وأما مالك فوافق الشافعي في الهدي ، وقال بعكس ذلك في الأضحية ، ففضل الكباش ، ثم البقر ، ثم الإبل ، وسبب الاختلاف ورود حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بالكبش ؛ ولأن الله فدى إسماعيل بذبح عظيم .
قال ابن كثير : الصحيح الذي عليه الأكثرون أنه فدي بكبش .
قال ابن تيمية في الضحايا والهدايا : لما كان المقصود الأكل كان الذَّكر أفضل من الأنثى . ( انتهى ) .
يعني أنه في الزكاة لما كان المقصود الدر والنسل كان الواجب في الإناث غالبًا دون الذكور ، فلما كان في الأضحية المقصود اللحم فضل الذكر لذلك .
قال القرطبي عند قوله تعالى : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) [ الصافات : 107] : في هذه الآية دليل على أن الأضحية بالغنم أفضل من الإبل والبقر ، وهذا هو مذهب مالك وأصحابه ، قالوا : أفضل الضحايا الفحول من الضأن ، وإناث الضأن أفضل من فحل المعز ، وفحول المعز خير من إناثها ، وإناث المعز خير من الإبل والبقر ، وحجتهم : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) [ الصافات : 107] .
( ثم قال ) : وقال بعضهم : لو عَلِمَ حيوانًا أفضل من الكبش لفدى به .
· السن المجزئة : ويجزئ في الأضحية والهدي والفدو والعقيقة الثني من الأصناف الأربعة ؛ الغنم ، والمعز ، والبقر ، والإبل ، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجذعة من الغنم .
هذا ومسنة الإبل ما له خمس سنين ، ومن البقر ماله سنتان ، وكذلك المعز ، وقال بعض أهل العلم في المعز ماله سنة ، وجذعة الغنم . ما زادت عن الستة أشهر .
الذبح : ويستحب أن تنحر الإبل مستقبلة القبلة قائمة معقولة اليد اليسرى والبقر والغنم يضجعها على شقها الأيسر مستقبلاً بها القبلة ، ويقول : بسم الله ، والله أكبر ، اللهم منك ولك ، اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك .
ويستحب للمضحي أن يتولى ذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ؛ لأنه عبادة وقربة ، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث ذبح أضحيته بنفسه ، وذبح هديه ، وإن لم يتولَ ذبحه بيده ، فالأفضل أن يحضر عند ذبحه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة : ( احضري أضحيتك يغفر لكِ بأول قطرة من دمها ) .
· تقسيمها : يستحب أن يأكل ثلثًا ويتصدق بثلث ويهدي بالثلث ذلك إذا لم يكن هناك سبب يوجب التفضيل ، وإلا فلو قدر كثرة الفقراء لاستحببنا الصدقة بأكثر من الثلث ، وكذلك إذا قدر كثرة من يهدي إليه أكثر من الفقراء ، وكذلك الأكل ، فحيث كان أخذ بالحاجة أو المنفعة ، كان الاعتبار بالحاجة والمنفعة بحسب ما يقع .
· وقت الأضحية : اتفق العلماء على أنه لا يجوز الذبح قبل طلوع الشمس ، وواضح من الأحاديث المذكورة حديث البراء بن عازب ، وحديث أنس بن مالك ، وحديث جندب بن سفيان كلها دالة على أن من ذبح قبل الصلاة فليست أضحية إنما هي لحم قدمه لأهله ، فإن كان المضحي في غير مصر يصلي فيه العيد ، فإن وقت الأضحية بقدر مضي وقت الصلاة بعد ارتفاع الشمس قدر رمح ، وقد اشترط قوم أن يكون ذبحه بعد الإمام سواء كان في المصر أو في القرى ، وهو قول الشافعي .
ويمتد وقت الأضحية إلى غروب الشمس من آخر آيام التشريق ، وهو قول الشافعي وجماعة ، وذهب غيرهم إلى أن وقت الأضحية يوم النحر ، ويومان بعده .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص لأبي بردة بإجزاء التضحية بالعناق ، قال ابن القيم في ( أعلام الموقعين ) : وأما تخصيصه أبا بردة بن دنيار بإجزاء التضحية بالعناق دون من بعده فلموجب أيضًا ، وهو أنه ذبح قبل الصلاة متأولاً غير عالم بعدم الإجزاء ، فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن تلك ليست بأضحية ، وإنما هي شاة لحم أراد إعادة الأضحية ، فلم يكن عنده إلا عناق هي أحب إليه من شاتي لحم ، فرخص له في التضحية بها لكونه معذورًا ، ولقد تقدم منه ذبح تأول فيه ، وكان معذورًا بتأويله ، وذلك كله قبل استقرار الحكم ، فلما استقر الحكم لم يكن بعد ذلك يجزئ إلا ما وافق الشرع المستقر . وبالله التوفيق .
وقال ابن دقيق العيد : وقد صرح في الحديث بتخصيص أبي بردة بإجزائها في هذا الحكم عما سبق ذبحه ، فامتنع قياس غيره عليه .
هذا ؛ وأحاديث وقت الذبح غير السابقة منها حديث جابر عند مسلم جاء فيه : فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان نحر قبله أن يعيد بنحر آخر ، ولا ينحروا حتى ينحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ( الموطأ ) عن عويمر بن الأشقر بإسناد صحيح أنه ذبح ضحيته قبل أن يغدو يوم الأضحى ، وأنه ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعود بضحية أخرى .
متى يقص المضحي شعره وظفره ؟
روى مسلم عن أم سلمة ، رضي الله عنها : قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان له ذبح يذبحه ، فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي ) .
قال النووي : قال سعيد بن المسيب ، وربيعة ، وأحمد ، وإسحاق ، وداود ، وبعض أصحاب الشافعي : إنه يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية ، وقال الشافعي وأصحابه : هو مكروه كراهة تنزيه ، وقال أبو حنيفة : يكره ، واختلفت الرواية عن مالك .
· فوائد : وفي الحديث فوائد هامة :
منها ، قال ابن دقيق العيد : فيه دليل على أن المأمورات إذا وقعت على خلاف مقتضى الأمر لم يعذر فيها بالجهل ، وقد فرقوا في ذلك بين المأمورات والمنهيات ، فعذروا في المنهيات بالنسيان والجهل .
( ثم قال ) : وفرق بينهما بأن المقصود من المأمورات : إقامة مصالحها ، وذلك لا يحصل إلا بفعلها ، والمنهيات مزجور عنها بسبب مفاسدها امتحانًا للمكلف بالانكفاف عنها ، وذلك إنما يكون بالتعمد لارتكابها ، ومع النسيان والجهل لم يقصد المكلف ارتكاب المنهي فعذر بالجهل فيه .
فائدة : قال العيني في ( العمدة ) : إن السلف كانوا لا يواظبون على أكل اللحم دائمًا ؛ لأن للحم ضراوة كضراوة الخمر .

السبت، 5 نوفمبر 2011

يوم عرفه

قال ربنا تبارك وتعالي: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الانعام .
و قال بن عباس .... الأيام المعلومات : هي الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة , انتبه أيها الحبيب اللبيب , انتبه لهذه الأيام ولا تضيعها أيها العاقل , أيها الفاطن , يا من يعرف شرف زمانه , ويا من يعرف شرف الوقت , انتبه لهذه الأيام المقبلة .
انظر ماذا قال الله عز وجل وماذا قال النبي في فضل هذه الايام .
قال كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وأبوداوود والترمذي في حديث بن عباس رضي الله عنهما ـ أن النبي قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الي الله عز وجل ـ من هذه الأيام ـ يعني الايام العشر من ذي الحجة ـ قالوا يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله , قال : ولا الجهاد في سبيل الله , إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء .
لماذا : العمل الصالح في هذه الايام أحب الي الله دون باقي الأيام؟
قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالي : لأن هذه الأيام تتضمن أمهات العبادات تشتمل هذه الأيام الفاضلة القادمة علي أمهات العبادات , كالصلاة والصيام والحج والصدقة فضلا عن التوحيد , فلا يفعل هذا الا موحد بالله جل وعلا , ولذلك كان النبي يصوم التسعة الأولي من ذي الحجة , ويحرص علي صيام هذه الأيام المباركة , فالصيام مـن صالح الأعمال , لكنني بدأت بالصيام لما آراه من خلاف واختلاف .
هل نصوم تسعة ذي الحجة ؟ أم لا نصوم ، وما الدليل؟
فلقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صائما العشر قط ، الله إيه الكلام ده وبتقول الحديث في صحيح مسلم نعم وأنت تحثنا الآن علي الصيام وتقول السيدة عائشة ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم صائما العشر قط .. وفي رواية أخري في سنن النسائي بسند صحيح أيضا من حديث أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت : لم يدع رسول الله صلي الله عليه وسلم صيام تسع ذي الحجة ، وإيه اللخبطة دي .
مــــــا هذا التعارض ـ لا تعارض ـ كيف نجمع بين هذين النصين اللذين يبدو فيهما تعارض واضح ـ السيدة عائشة تنفي الصيام والسيدة حفصة تثبت ـ انتبهوا معي , للعلماء في الجمع بين هذين النصين وهذين الحديثين قولان .
الأول : أن السيدة عائشة رضي الله عنها تقول : ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم صائما العشر من ذي الحجة كلها لانه لا يجوز صيام اليوم العاشر لأنه يوم النحر وصيام العيدين لا يجوز يا الله ـ كلام العلماء يريح .
الثاني : قالوا حتي لو نفت عائشة أنها رأت الرسول يصوم عشر ذي الحجة وأثبتت حفصة بالصيام , ولعلماء الأصول في هذين النصين قول بديع فالسيدة عائشة نفت والسيدة حفصة أثبتت والقاعدة الأصولية تقول قول المثبت مقدم علي المنفي لان المثبت عنده من العلم الزائد فهذه قاعدة من قواعد الاصول .
القلب يستريح الي القولين , قول عائشة , قول حفصة عائشة تقصد أن من صام العشرة كاملة , ولا حرج عليك إن أخذت بالقول الثاني وكلاهما صحيح فلا حرج علي المسلمين علي الاطلاق أن يصوموا تسعا من ذي الحجة لأن صيام يوم العيد لا يجوز , فلا حرج أن تعقد النية من الليلة وأن تهيئ قلبك ونفسك لصيام التسعة من ذي الحجة .
وإذا ذكرت الأيام مطلقا فالليالي لها تبع كما يقول علماء اللغة فلا تتصور أن فضل ليالي العشر يقل عن أيام العشر في ذي الحجة احرص علي صيام تسع من ذي الحجة ففضلها عظيم .
من أفضل الاعمال الصالحة في هذه الأيام صيام يوم عرفة لغير الحاج فالحج فيه مشقة بالغة , فمن السنة ألا يصوم الحاج علي عرفات ليتقوي علي أعمال الحج , وليتقوي علي الدعاء , ليتقوي علي الذكر والاستغفار , أما غير الحاج فيسن في حقه صيام يوم عرفة , فلقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة كما في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة : سئل النبي عن صيام يوم عرفة فقال : بأبي وأمي وروحي : يكفر السنة الماضية؟ والسنة الباقية , والمسلم الذي لا يستطيع الحج لم يحرمه رسول الله صلي الله عليه وسلم من هذا الفضل الكبير ومن هذا الخير العميم , فكم من الناس في يوم عرفة حين ينظرون الي حجاج بيت الله الحرام علي شاشات الفضائيات , يتضرعون الي رب الأرض والسماوات , كم من إخوة وأخوات لنا في الأمة كلها , يبكون بالدمع الغزير المدرار , بل يود أحدهم أن يكون مع اخوانه هنالك في هذه الأماكن وفي هذه اللحظات , وفي هذه الساعات , فما من يوم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه جل وعلا ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ــ أي لملائكته ــ ما أراد هؤلاء؟ ما أراد هؤلاء الذين جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق يسألونه سبحانه وتعالي أن يغفر لهم والله ثم والله ثم والله يغفر الله لهم , وربهم يجبرهم ويغفر لهم ذنوبهم ويستر لهم عوراتهم , ما دليلك علي هذا القســم؟
كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو يعلي وابن المبارك بسند صحيح في حديث أنس بن مالك قال : وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم بعرفات في حجته الوحيدة التي تسمي حجة الوداع حتي كادت الشمس تؤوب يعني أن تميل الي الغروب فنادي النبي صلي الله عليه وسلم علي بلال بن رباح وقال : يا بلال : أنصت لي الناس فقام بلال : وقال أيها الناس أنصتوا لرسول الله فأنصت الناس قال مبشرا الناس : أتاني جبريل فأقرأني السلام من ربي عز وجل وأخبرني أن الله تعـــــالي غفر لأهل عرفات وضمن عنهم التبعـــــات فقال عمر : أهذا لنا خاصة فقال هذا لكم ولمن أتي بعدكم إلي يوم القيامة فقال عمر بن الخطاب كثر خير الله وطاب .
أبشر أيها الحاج بل كن علي يقين من أن الوعد النبوي الذي وعد به من الرب الكريم الحليم العلي أخبرني جبريل بأن الله غفر لأهل عرفات وضمن عنهم التبعات فقال عمر يارسول الله أهذا لنا خاصة .. لأن الله قد شرفنا بوجودك بيننا فقال : هذا لكم ولمن أتي بعدكم الي يوم القيامة فقال عمر : كثر خير الله وطاب , إننا نتعامل مع الملك الكريم جل جلاله , طيب هذا المسكين الذي يبكي هنا وهو يتابع إخوانه وأخواته علي شاشات الفضائيات في عرفات لم يحرمه رسول الله صلي الله عليه وسلم من الفضل ومن الأجر ومن الخير فقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه : حين سئل عن صيام يوم عرفه فقال بأبي وأمي وروحي : يكفر السنة الماضية والباقية أي يكفر ذنوب سنتين هذا فضل الله علي الأمة كلها فمن لم يقدر الله له أن يكون مع إخوانه علي عرفات , لم يحرمه ربنا سبحانه وتعالي من هذا الفضل ما عقد النية الآن علي صيام يوم عرفة هذا اليوم أشرف أيام العام كله , هو اليوم التاسع من ذي الحجة .
فهو أشرف أيام العشر , بل أشرف أيام العام ومن أهل العلم من قال ليلة القدر خير من ليلة التاسع من ذي الحجة لأن الله خص ليلة القدر في رمضان بهذا الفضل : قال تعالي ليلة القدر خير من ألف شهر أما يوم التاسع من ذي الحجة فهو أفضل أيام العام كله بما فيها أيام رمضان : انظروا أيها الأحبة الي فضل الله علي هذه الأمة الميمونة وإلي كرامة الله للأمة المرحومة فمن لم يقدر الله له أن يكون هذا الموسم حاجا فلم يحرمه رسول الله صلي الله عليه وسلم من هذا الفضل , وهذا الاجر في صيام يوم عرفات .
أما الحاج فلا يسن في حقه أن يصوم هنالك علي عرفات هذا اليوم ليتقوي علي الذكر والدعاء والعبادة وعلي أعمال الحج في يوم الحج الأكبر أي في يوم النحر وأيام التشريق التي تليه , لكن لا حرج لمن أراد من الحجاج أن يصوم في أيام التشريق لأيام أراد أن يصومها إن كان متمتعا أو كان عليه هدي لم يستطع أن يذبح هذا الهدي , هناك .
ومن أعظم العمل الصالح أن توحد الله جل جلاله , قال نبينا صلي الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبادة بن الصامت قال : من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسي عبد الله ورسوله يا أخي ليس الها وليس ابنا للإله وليس ابنا لزوج الإله تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا , وكلمته ألقاها الي مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة علي ما كان من العمل وفي لفظ أدخله الله الجنة من أي أبوابها شاء وفي رواية عن أنس بن مالك في الصحيح فإن الله حرم علي النار من قال لا إله الا الله يبتغي بها وجه الله تعالي فأكثر من قول لا اله الا الله أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وهذا من أعظم الذكر يوم عرفة .
 

أحكام الأضحية


س:في كل عام يقوم بعض من المسلمين الذين من الله عليهم فى سعة الرزق بذبح الأضحية ونود أن نتعرف على الأحكام المتعلقة بها وفى البداية حتى يتضح المعنى ما هي الأضحية؟

الأضحية هي اسم لما يذبح من النعم في وقت مخصوص وميعاد مخصوص بشروط مخصوصة تقربا إلى الله تعالى فى أيام عيد الأضحى.

 

س:إذا فما حكم الذبائح التي تذبح في ميعاد الأضحية ولكن لغير غرض الأضحية؟

أي ذبيحة استوفت لشروط الذبح شرعا وذبحت في مواقيت ذبح الأضحية بغير نية الأضحية فلا تعتبر أضحية كالجزار مثلا فإنه يذبح للبيع وليس للأضحية اللهم إلا افرد ذبيحة بغرض الأضحية فإنها تعد أضحية كذلك من ذبح للعقيقة مثلا فإنها لا تعد أضحية وخلاصة القول أنه يحكمنا في ذلك حديثه صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوي" فالعبرة بالنية حال الذبح

 

س:وما حكمها؟

ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة وعلى أرجح قولين عند المالكية وغيرهم الكثير من أهل العلم إلى أن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

س:وما الدليل عليها؟

الأدلة على الأضحية ثابتة من الكتاب والسنة.

 

س:وما هو دليل الكتاب؟

الدليل على الأضحية من الكتاب قوله تعالى: (فصل لربك وانحر)

 

س:وما وجه الدلالة من الآية الكريمة؟

أجمع أهل الفقه والتفسير على أن المراد بتلك الآية الكريمة فصل أي صل صلاة العيد وأما المراد بقوله تعالى "وأنحر" أي اذبح ذبيحتك.

 




س:وما دليل السنة؟

الأدلة من السنة كثيرة نذكر منها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر

فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه بسنده قال(عن أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ وَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ) وكذلك فقد أخرج بن ماجة في سننه بسنده (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا)

 

س:وما وجه الدلالة من هذين الحديثين؟

الدلالة فيهما واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين يعنى  ليعلم الصحابة طريقة الذبح وهيئة المذبوح وكذلك حث عليها الصحابة ويستفاد ذلك من الحديث الثاني.

 

س:ومتى شرعت الأضحية على المسلمين؟

شرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة النبوية وهي نفس السنة التي شرعت فيها صلاة العيد وزكاة المال.

 

س:وما هي حكمة مشروعية الأضحية؟

تبدو حكمة مشروعية الأضحية في أمور متعددة نذكر منها مثلا ما يلي:

1ـ إحياء سنة سيدنا إبراهيم حينما ضرب لنا أروع الأمثلة هو وابنه نبي الله إسماعيل في طاعة الله التي لا حدود لها فأمر الله سيدنا إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل وكلنا يعلم أن رؤيا الأنبياء حق ولم يتردد الابن في طاعة أمر الله فأمر الله نبيه إبراهيم أن يذبح الفداء عن ولده.

2ـ أن يتعلم المسلم أن طاعة الله سبب لرفع كل بلاء وهذا الدرس من أهم الدروس التي على المسلم أن يتعلمها من قصة نبيا الله إبراهيم وإسماعيل

3ـ شكر نعمة الله على العبد والله عز وجل يقول: "لئن شكرتم لأزيدنكم".

 

س:وما العلاقة بين شكر الله وبين إراقة الدم؟

في الأضحية توسعة على الفقراء والمحتاجين وما أكثر حاجتهم في تلك الأيام كذلك فإن فيه توسعة على النفس والأهل والأقارب وهذا كله عملا بقوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث".

ف
ما يشترط فى المضحى

 

س:عرفنا في اللقاء السابق أن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفنا حكمة مشروعيتها

واليوم نود التعرف على الشروط المتطلبة فيمن يقوم بالأضحية؟

يشترط فيمن يضحي عدة شروط نذكرها بشئ من الإيجاز على نحو ما يلي:ـ

الشرط الأول:كونه مسلما فلا تقبل بطبيعة الحال من غير المسلم وهذا الشرط محل اتفاق بين العلماء سواء الذين قالوا بسنيتها والذين قالوا بوجوبها.

 

س:وماذا لو أسلم الكافر هل يجوز له أن يضحي؟

إذا أسلم الكافر قبل خروج وقتها فإن له في تلك الحالة أن يقوم بالأضحية وذلك بالقياس على الصلاة فإذا أسلم الكافر قبل خروج وقت الصلاة تعين عليه أن يصليها.

 

س:وماذا عن الشرط الثاني؟

الشرط الثاني وجود المال الفائض عن الحاجة بحيث إن لم يكن لديه مال فائض عن حاجة الطعام والشراب أو لديه مال لكنه لا يكفي عن حاجة يوم النحر وأيام التشريق أو كان عليه دين فلا يلزمه القيام بها في تلك الحالة.

 

س:وما الدليل على ذلك؟

أخرج بن ماجة في سننه بسنده (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا).

 

س:وما وجه الدلالة من هذا الحديث؟

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من كان صاحب سعة أي لديه قدرة مادية فإن الأولى به أن يأتي بالأضحية ومعنى هذا أن غير ذي المال فلا تسن في حقه.

 

س:وهل تجب على الصبي والمجنون؟

هذا هو الشرط الثالث وهو كون المضحي بالغا عاقلا لان الأصل أن الصبي غير مكلف بالأحكام الشرعية فمثله مثل المجنون كلاهما قد رفع عنه القلم




س:وهل يجوز لولي الصبي أو المجنون أن يضحيا من مالهما؟

يجوز لولي الصبي والمجنون أن يضحيا من مالهما حالة كونهما من ذوي الأموال الطائلة بحيث لا يؤثر ثمن الأضحية سلبا على هذا المال خاصة وأنه قيم عليه أي لا يتصرف فيه بإرادة مطلقة.

أما إن كان مالهما بسيطا أو كان ثمن الأضحية سيؤثر فيه سلبا فإنه لا يجوز له أن يخرج من مالهما.

 

س:هل تجب على الذكور فقط أم على الذكور والإناث أيضا؟

لا فرق في أحكام الأضحية بين رجل وامرأة والعبرة بتوافر الشروط كما أسلفنا فإن توافرت تحققت السنية و إلا فلا.

 

س:وهل يذبح الأب عن نفسه فقط ويذبح أبناؤه وزوجته عن أنفسهم؟

يذبح الرجل عن نفسه وعمن يعول أي عن الأشخاص الذين ينفق عليهم ومن ثم فإن فعلها فلا تلزم الزوجة والأبناء.

 

س:وما هي الشروط التي يجب توافرها في الأضحية؟

يشترط في الأضحية أي الذبيحة التي ستذبح تقربا إلى الله تعالى عدة شروط نتحدث فيها على نحو ما يلي:ـ

1ـ أن تكون الأضحية من الأنعام وهي الجمل والبقر والجاموس والخراف والماعز لا فرق في ذلك بين ذكرانها وإناثها لا تجوز بغير ما سبق ذكره وذلك لقوله تعالى: (ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكاً ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)

2ـ كونها ثنية من الإبل والبقر والمعز وجزعة من الضأن على خلاف بين المذاهب في معنى الثنية والجزعة وحاصل هذا الخلاف أن الثنية هى من تجاوزت السنتين والجزعة ما تجاوزت السنة.

3ـ أن تكون سليمة من العيوب التى تؤثر على غزارة اللحم وجودته.

4ـ كونها مملوكة للمضحي أو مأذونا له فى ملكها بحيث إذا ذبح من لا يملك لا يعتد به ومن لا يملك لا يجوز له أن يتصرف.

 

س:نريد أمثلة على الأضحية المعيبة التي لا تصلح للأضحية؟

مثال العرجاء وعلى كل أي عيب يمنعها من الأكل والرعي بصورة طبيعية




ما ينبغى ان يلتزم به المضحى

 

س:بعد أن علمنا ما يجب توافره في المضحي وما يجب توافره في الأضحية هل يجب على المضحي أن ينوي الأضحية؟

ذهب الفقهاء  إلى أن نية التضحية لازمة للمضحي وذلك لأن الذبح قربة والقربات تتعلق بالنوايا وهذا هو الثابت من حديثه صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" إضافة إلى ذلك فإن أوجه الذبح تتعدد في تلك الأيام فهناك من يذبح هديا ومن يذبح فدية ومن يذبح للكفارة ومن ثم تعين تحقق نية الأضحية قبل الذبح لا بعده.

 

س:وهل يشترط التلفظ بها؟

النية وان تعينت إلا أنه لا يشترط التلفظ بها ومحلها القلب وكل ما يتطلب هنا هو مجرد الانعقاد والعزم عليها.

 

س:وهل يجوز لأكثر من مضحي أن يشتركوا في أضحية واحدة؟

يجوز هذا بشرط كون الأضحية تصلح لذلك بأن تكون من الإبل أو البقر أو الجاموس لا فرق بين ذكر وأنثى فيما سبق ويشترك فيها سبعة بالتساوي بينهم في دفع الثمن على أن توزع أيضا بينهم بالتساوي.

 

س:وهل يشتركون فيها بنية واحدة أم يمكن أن تتعد نواياهم؟

ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز تعدد نوايا المشاركين في الذبح كل بحسب نيته على ألا توجد بين تلك النوايا نية فيها مخالفة شرعية فالكل يذبح لأجل ما أحله الله.

وعليه لو اشترك سبعة في أضحية واحدة الأول بنية الأضحية والثاني بنية العقيقة .

 

س:نرى بعض الناس يذبحون ليلة العيد أضاحيهم بحجة التفرغ للزيارات أول يوم العيد مثلا وحسما لهذا الأمر نريد الوقوف على مواعيد ذبح الأضحية ابتداء وانتهاء؟

يبدأ أول وقت ذبح الأضحية بعد شروق الشمس والانتهاء من صلاة العيد

علما بأنه لا يشترط الفراغ من صلاة وخطبة العيد في كل الأماكنالتي تؤدى فيها بل الذي يتعين على المضحي هو أن ينتهي من صلاة العيد وسماع خطبتها.

 

س:ومن لم يصل العيد لعذر فماذا يفعل؟

من لم يصل العيد عليه أن ينتظر حتي يفرغ اقرب مصلى له منالصلاة والخطبة ما دام لم يتمكن من الذهاب لكن عليه أن يتيقن من ذلك.

 

س:وما الدليل على ذلك؟

الدليل على ذلك قوله تعالى: "فصل لربك وانحر" فالصلاة أولا ثم النحر بعدها ولأنه فعل النبي الذي داوم عليه.

 

س:وماذا يفعل المسلم إذا كان في مكان لا يصلى فيه العيد؟

عليه أن يقدر للمدة قدرها بمعنى أنه ينتظر بعد الشروق بحوالي خمسة وأربعون دقيقة ثم يبدأ في ذبح أضحيته.

 

س:وما حكم من ذبح قبل صلاة العيد؟

من ذبح قبل صلاة العيد لا يعد مضحيا لأنه لم يستوف لشرط الوقت وإنما تعد ذبيحته تلك صدقة وهذا هو المستفاد من عموم الأحاديث الواردة في هذا الشأن.

 

س:ومتى ينتهى وقت الأضحية؟

ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن وقت ذبح الأضحية ممتد لثاني أيام التشريق أي لثالث أيام العيد الأضحى وذلك بغروب شمسه فمن تعذر عليه الذبح أو توافرت فيه الشروط المذكورة سلفا جاز له أن يذبح قبل مضى هذا الوقت.

وذهب الشافعية ومن وافقهم إلى أن وقت الأضحية ممتد لثالث أيام التشريق وهو حتى عصر رابع أيام العيد.

 

س:وما الحكم لو فاته وقت الأضحية ؟

نرى ان الراجح فى هذه المسألة هو أن الأضحى ينتهى وقتها بخروج وقت الذبح فذا خرج الوقت ولم يذبح المضحى فى الوقت الذى يعد صلاة عيد الاضحى حتى عصر أخر يوم من ايام التشريق منذ خرجت الأضحية عن وقنها ولا تصلح ان تكون اضحية .




هلاك الأضحية

 

س:تعرفنا فى اللقاء السابق على ما يشترط توافره من شروط قبل الذبح ولكن ما الحكم إذا هلكت الأضحية قبل الذبح؟

إذا هلكت الأضحية قبل الذبح فإن الحال لا يخرج عن أمرين

الأمر الأول:أن تكون منذورة بمعنى أن يكون الشخص قد نذر الأضحية تقربا إلى الله في تلك الحالة فإنها تكون في حقه واجبه وليست مسنونة كما هو الحال في حق غير الناذر فعلى هذا المضحى في تلك الحالة أن يشترى غيرها لأنه لم يأت بما هو واجب عليه ولأن النذر يتعين الوفاء به كما نذر.

 

س:وماذا لو كان غير قادر على شراء غيرها؟

في تلك الحالة عليه أن ينتظر إلى الوقت الذي يتمكن فيه من الشراء وعليه أيضا أن يكتب ذلك في وصيته لأبنائه لأنها أصبحت كالدين في ذمته

وله أيضا أن يكفر عن هذا النذر بأن يطعم عشرة مساكين أو يصوم ثلاثة أيام إذا لم يكن قادرا على الإطعام بشرط أن يعجز فعلا عن الإتيان بأخرى.

 

س:وما هي الحالة الثانية إذا هلكت الأضحية؟

الحالة الثانية:أن تكون الأضحية غير منذورة وفي تلك الحالة تكون سنة في حقه على نحو ما أوضحنا فى لقاء سابق ومثل هذا لا يجب عليه الإتيان بأخرى ولكن نقول أنه إن كان قادرا ماديا على ذلك وأتيحت له الفرصة لشراء غيرها فهذا هو الأولى ما دامت القدرة متحققة لديه.

 

س:ننتقل بعد ذلك إلى جزئية أخرى وهي هل هناك أمور مستحبة عند الشروع في الذبح؟

نعم يستحب قبل الذبح بعضا من الأمور من أتى بها فقد استزاد من الخير ومن لم يأت بها فلا شئ عليه وهى على النحو التالي:ـ

1ـ أن يربطها قبل الذبح بعدة أيام قلائل لما فيه من الإعلان لذوي الحاجات عن مكانها حتى ينالوا ما ييسر الله لهم أن ينالوه منها بعد الذبح.

2ـ الذهاب بها إلى مكان الذبح برفق فلا يجرها بعنف أو بشدة وهذاهو الثابت من حديثه صلى الله عليه وسلم (إنّ اللّه تعالى كتب الإحسان على كلّ شيءٍ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة  وليحدّ أحدكم شفرته  وليرح ذبيحته).

3ـ التشبه بالمحرم:وهذا مما ذهب إليه المالكية والشافعية فقالوا بأن المضحي سواء باشر الذبح بنفسه أو وكل فيه غيره يستحب له أن يتشبه بالمحرم فلا يحلق أو يقص شعر رأسه أو بدنه ولا يقلم أظافره وذلك ابتداء من الليلة الأولى من ذي الحجة حتى الفراغ من الذبح.

 

س:وما الدليل على ذلك؟

أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا.

 

س:وهل هناك أمور يكره فعلها قبل الأضحية؟

يكره قبل الأضحية بعض من الأمور وننبه إلى أن تركها أولى من فعلها لأن في تركها ثواب وهي على نحو ما يلي:ـ

1ـ الانتفاع بها قبل الذبح:بمعنى انه لا يجوز له تأجيرها مثلا لسقاية الأرض أو لجر حمل ثقيل لأن مثل تلك الأمور تنقص من وزنها وتضعفها.

2ـ كذلك يكره له أن يبيعها بعد تعينها اللهم إلا إن كان سيشترى أفضل وأجود منها وزنا وجودة.

3ـ عدم ذبح ولدها: ذلك إن اشتري المضحي ذبيحة ثم وضعت عنده فإنه يكره له أخذ ولدها أو بيعه والأولى به أن يضحي به مع أمه.

 

س:وما الدليل على ذلك؟

أتى رجل إلى الإمام على بن أبى طالب فقال له يا أمير المؤمنين إنّي اشتريت هذه البقرة لأضحّي بها، وإنّها وضعت هذا العجل ؟ فقال عليٌّ : لا تحلبها إلاّ فضلاً عن تيسير ولدها فإذا كان يوم الأضحى فاذبحها وولدها عن سبعةٍ .

أخيرا فإن يكره للمضحي أن يزين أضحيته وان يسير بها في الطريق حتى لا يعد العمل داخلا ضمن الرياء والمباهاة.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها


فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه

بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0
5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.

ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].

وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

صيام التطوع


رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فى صيام هذة الايام الاتيه :-
1- صيام سته ايام من شوال :-
::: روى الجماعه إلا البخارى والنسائى عن ابى ايوب الانصارى::: : ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (( من صام رمضان ثم أتبعة ستاً من شوال فكأنما صام الدهر )) وعند احمد : انها تؤدى متتابعه وغير متتابعه , ولا فضل لأحدهما على الاخر , وعند الحنيفه والشافعيه , الافضل صومها متتابعه , عقب العيد.
2- صوم عشر ذى الحجه وتأكيد يوم عرفه لغير الحاج :-
عن ابى قتادة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صوم يوم عرفه , يكفر سنتين , ماضيه ومستقبله, وصوم يوم عاشوراء يكفر سنه ماضيه)) ::: رواه الجماعه الا البخارى والترمذى ::: ,, و عن حفصه رضى الله عنها قالت (( اربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صيام عاشوراه , والعشر , وثلاثه ايام من كل شهر, والركعتان قبل الغداه )) ::: رواه احمد والنسائى ::: ,, و عن عقبه بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يوم عرفه , ويوم النحر, وايام التشريق , عيدنا اهل الاسلام وهى ايام كل وشرب )) ::: رواه الخمسه ::: , إلا ابن ماجه , وصححه الترمزى ,, عن ابى هريرة قال : (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفه بعرفات )) ::: رواه احمد وابو داود والنسائى وابن ماجه ::: , قال الترمزى : قد استجاب اهل العلم , صيام اهل يوم عرفه إلا بعرفه ,, و عن ام الفضل : انهم شكوا فى صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفه , فأرسلت اليه بلبن  , فشرب وهو يخطب الناس بعرفه ::: متفق عليه ::: .
3- صيام المحرم , وتأكيد صوم عاشوراء ويوما قبلها ,ويوما بعدها :-
عن ابى هريرة قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الصلاه افضل بعد المكتوبه؟ ( قال الصلاة فى جوف الليل ) . قيل : ثم أى الصيام افضل بعد رمضان ؟ قال: ( شهر الله الذى  تدعونه المحرم ) ::: رواه احمد و مسلم وابو داود ::: . و عن معاويه ابن ابى سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( ان هذا يوم عاشوراء , ولم يكتب عليكم صيامه , وانا صائم , فمن شاء صام ومن شاء فليفطر)) ::: متفق عليه ::: , و عن عائشه رضى الله عنها قالت : كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش فى الجاهليه , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه , فلما قدم المدينه صام , وأمر الناس بصيامه , فلما فُرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه , ::: متفق عليه ::: , و عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينه فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال : (( ما هذا؟ )) قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبنى اسرائيل من عدوهم , فصامه موسى فقال صلى الله عليه وسلم (انا احق بموسى منكم ) فصامه , وامر بصيامه , ::: متفق عليه :::  و عن ابى موسى الاشعرى رضى الله عنه قال : كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود و تتخذه عيدا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صوموه انتم )) ::: متفق عليه :::  و عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه , قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,انه يوم تعظمه اليهود والنصارى ... فقال : (اذا كان العام المقبل _ان شاء الله _صمنا اليوم التاسع ) قال فلم يأت العام المقبل , حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ::: رواه مسلم وابو داود ::: . وفى لفظ , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع ) ( يعنى مع يوم عاشوراء ) ::: رواه احمد ومسلم ::: ,,, وقد ذكر العلماء : إن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب :-
* المرتبه الاولى: صوم ثلاثه ايام :التاسع , والعاشر , والحادى عشر .
* المرتبه التانيه: صوم التاسع , والعاشر .
* المرتبه الثالثه, صوم العاشر وحده .
4- صيام التواسع يوم عاشوراء :-
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من وسع على نفسه , واهله يوم عاشوراء, وسع عليه سائر سنته)) ::: رواه البيهقى فى الشعب, وابن عبد البر :::  وللحديث طرق اخرى , كلها ضعيفه . ولكن اذا ضم بعضها الى بعض , ازدادت قوة , كما قال السخاوى .
5- صيام اكثر شعبان :-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم اكثر شعبان : قالت عائشه : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط , إلا شهر رمضان , وما رأيته فى شهر اكثر منه شعبان . ::: رواه البخارى ومسلم ::: .وعن اسامه بن زيد رضى الله عنهما قال : قلت يا رسول الله . لم أراك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال (( ذلك شهر يغفل الناس عنه, بين رجب ورمضان , وهو شهر ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين . فأحب ان يرفع عملى وانا صائم )) ::: رواه ابو داود والنسائى وصححه ابن خزيمة ::: . وتخصيص صوم النصف منه ظناً أن له فضيلة على غيرة , مما لم يأت به دليل صحيح.
6- صوم الاشهر الحرم :-
الاشهر الحرم : ذو القعدة , وذو الحجه , والمحرم , ورجب . ويستحب الاكثار من الصيام فيها . فعن رجل من باهله : انه اتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله , انا الرجل الذى جئتك عام الاول , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لم عذبت نفسك ؟ )) ثم قال:( صم شهر الصبر , ويوما من كل شهر ) قال : زدنى , فأن بى قوة , قال ( صم يومين ) قال: زدنى , قال ( صم من الحرم واترك . صم من الحرم  واترك, صم من الحرم واترك ) واشار بأصابعه الثلاثه , فضمها , ثم ارسلها ::: رواه احمد وابو داود وابن ماجه والبيهقى ::: بسند جيد. وصيام رجب , ليس له فضل زائد على غيره من الشهور, الا انه من الاشهر الحرم . ولم يرد فى السنه الصحيحه : فضيله بخصوصه , وأن ما جاء فى ذلك مما لا يتنهض للاحتجاج به . قال ابن حجر : (( لم يرد فى فضله , ولا فى صيامه , ولا فى صيام شىء منه معين , ولا فى قيام ليله مخصوصه منه. حديث صحيح  يصلح  للحجه)).
7- صوم يومى الاثنين, والخميس :-
عن ابى هريرة : عن النبى صلى الله عليه وسلم كان اكثر ما يصوم الاثنين , والخميس, فقيل له فقال (( ان الاعمال تعرض كل اتنين وخميس , فيغفر الله لكل مسلم , او لكل مؤمن , إلا المتهاجرين فيقول: اخرهما )) ::: رواه احمد بسند صحيح ::: و فى صحيح مسلم : انه سئل عن صوم يوم الاتنين ؟ فقال ( ذلك يوم ولدت فيه, وانزل على فيه ) أى نزل الوحى على فيه.
8- صيام ثلاثه ايام , من كل شهر:-
قال أبو ذر الغفارى رضى الله عنه: (( امرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم نصوم من الشهر ثلاثه ايام البيض : ثلاثه عشرة : اربعه عشرة : خمسه عشر . و قال: هى كصوم الدهر)) ::: رواه النسائى ::: , وصححه ابن حبان. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم : انه كان يصوم من الشهر : السبت , والاحد , والاثنين , ومن الشهر الاخر: الثلاثاء , الاربعاء , والخميس , وأنه كان يصوم من غرة كل هلال , ثلاثه ايام . وأنه كان يصوم : الخميس , من اول الشهر , والاثنين الذى يليه , والاثنين الذى يليه.
9- صيام يوم وفطر يوم:-
عن ابى سلمه بن عبد الرحمن , عن عبد الله بن عمرو قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( لقد اُخبرت انك تقوم الليل وتصوم النهار )) قال .  قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم . نعم قال (( فصم , وافطر , وصل ونم , فان لجسدك عليك حق , وان لزوجك عليك حقا , وان لزورك عليك حقا , وان بحسبك ان تصوم من كل شهر ثلاثه ايام , قال : فشددت فشدد على . قال: فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال (( فصم من كل جمعه ثلاثه ايام )) قال: فشددت فشدد على . قال : فقلت : يا رسول الله انى اجد قوة , قال: صم صوم نبى الله داود, ولا تزد عليه , قلت يا رسول الله , وما كان صيام داود عليه السلام؟ قال : (( كان يصوم يوما, ويفطر يوما )) ::: رواه احمد ::: , وغيره. وراوه ايضا عن ابن عبد لله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( احب الصيام الى الله صيام دواد , واحب الصلاه الى الله صلاه داود , كان ينام نصفه , ويقوم ثلثه , وينام سدسه , وكان يصوم يوماً. ويفطر يوماً ))
10- جواز فطر الصائم المتطوع :-
عن ام هانى رضى الله عنها: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح, فأتى بشراب , فشرب, ثم ناولنى , فقلت: انى صائمه. فقال : (( ان المتطوع امير على نفسه , فان شئت فصومى , وان شئت فأفطرى )) ::: رواه احمد والدراقطنى , والبيهقى , وراواه الحاكم وقال: صحيح الاسناد::: لفظه:(( الصائم المتطوع امير نفسه ان شاء صام . وان شاء فطر ))  ,, و عن ابى نحيفه قال: اخى النبى صلى الله عليه وسلم , بين سلمان , وابى الدرداء , فزار سلمان ابا الدرداء , فرأى ام الدرداء متبذله , فقال لها: ما شأنك؟ قالت اخوك ابو الدرداء لي له حاجة فى الدنيا , فجاء ابو الدرداء , فصنع له طعاما فقال: كُل فإنى صائم , فقال: ما انا بأكل حتى تأكل , فأكل , فلما كان الليل , ذهب ابو الدرداء يقوم , فقال: نم فنام ثم ذهب , فقال: فلما كان فى اخر الليل قال: قم الأن , فصليا , فقال  له سلمان : ان لربك عليك حق , فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك , فقال النبى صلى الله عليه وسلم(( صدق سلمان )) ::: رواه البخارى , والترمزى ::: ,,, و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما, فأتى هو واصحابه, فلما وضع الطعام , قال رجل من القوم: إنى صائم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( دعاكم اخوكم, وتكلف لكم )) ثم قال: (( افطر وصم يوما مكانه, ان شئت)) ::: رواه البيهقى ::: بإسناد حسن , كما قال الحافظ , وقد ذهب اكثر اهل العلم الى جواز الفطر , لمن صام متطوعاً , واستحبوا له قضاء ذلك اليوم , إستدلالاً بهذة الاحاديث الصحيحه الصريحه.