السبت، 24 مايو 2014

كيف تثور بحدائة

كيف تثور بحدائة

المقال التالي مترجم من مقال كتبه باتريك ماير أحد سفراء منظمة موفمنتس دوت أورج AYM وهو مؤسس تنظيم الخرائط في مناطق النزاع crisis mappers.


المقال الأصلي على موقع باتريك ماير الرسمي irevolution.net

*ما بين الأقواس هو تعليقنا الشخصي المضاف للترجمة.

الترجمة:
من السهل أن نغفل أهمية المقاومة المدنية عند الحديث عن الاحتجاجات التي أجبرت السلطة على التنحي في مصر. اعتبرت وسائل الإعلام أن اليوتيوب والفيس بوك والتويتر في مركز الصدارة كما لو كانت هي الصانعة للحدث. أكثر ما أدهشني هو مدى تنظيم وانضباط حركة هذه التظاهرات. وأعتقد أن هذا كان له التأثير البالغ الأهمية على نتائج التظاهرات. تحديد التكتيكات والاستراتيجية المستخدمة في مصر ضروري لتحقيق التوازن في الاعتماد على التكنولوجيا. من الهام أيضاً أن نشرح كيفية اكتساب المقاومة الشعبية لهذه المهارات حتى يستفيد منهم الآخرين.

الصورة السابقة هي الصفحة الأولى من دليل يتكون من 26 صفحة عن كيفية توجيه النشطاء للثورة تم تعميمها بنسخ الكترونية وورقية خلال الموجة الأولى من الاحتجاجات في مصر. تم ترجمة الوثيقة إلى الإنكليزية عن طريق موقع "الأطلسي the atlantic" وتحدد عدداً من النقاط الحرجة المركزية للمقاومة المدنية، بما في ذلك مطالب محددة للغاية من نظام مبارك؛ وأهداف ملموسة لصالح المقاومة الشعبية والخطوات التكتيكية لتحقيق هذه الأهداف. كما قدم الدليل نصائح حول نوع الملابس اللازمة للحماية وكيفية الاشتباك مع الشرطة باستخدام الرذاذ الملون.

ابتداء المظاهرات في الأزقة لم يكن قرارا عشوائيا. فقد كان من منطق تكتيكي واستراتيجي بغض النظر عن التكنولوجيا المستخدمة لتنسيق ذلك. جمع المظاهرات بأعداد صغيرة ومتباعدة عن مكان الاحتجاجات الرئيسي (ميدان التحرير) يعد وسيلة آمنة لحشد المتظاهرين. يعتمد ذلك على أن القوة في الأعداد (أي أن الحشد يعطي قوة للتظاهرات). فكلما يتم حشد المزيد من الناس في الشوارع الصغيرة يعطي هذا إحساس بالزخم والثقة. ففي هذه الأزقة والحواري يكون الناس جيران ويشاركون في الخروج و الانضمام لأنهم يرون صديق أو أخت في الشارع. وهذا التكتيك المتبع مذكور في الدليل "كيف تثور بحدائة".

الدليل شدد أيضا على ضرورة أن تظل الاحتجاجات سلمية وأن لا تنخرط في أعمال التخريب. الانضباط ببقائها غير عنيفة يلعب دور أساسي في المقاومة المدنية. المشاركة في الشغب سيعطي القوات الفرصة للتدخل لفض النزاعات ونزع شرعية المحتجين. ويوصي الدليل أيضا أن يحاول المحتجين ضم ظباط من صفوف الشرطة والجيش إليهم بدلاً من مهاجمتهم (إحداث انشقاق في القوات). المحتجين الذين كتبوا هذا الدليل مدربين جيداً ويعرفون تماماً ما يفعلون. حتى أنهم قدموا عدة لقطات مصورة من جوجل ايرث لمناطق في المدينة لتحديد التحركات التكتيكية.



يتضح أن النشطاء استخدموا اجراءات تكتيكية مدروسة واستخدموا التكنولوجيا مع تلك الاجراءات. كيف أصبحت الحركة الشعبية بهذا التطور؟ تلقى الشباب المصري عديد من التدريب. من حركة كفاية 2004، انتخابات 2005 و2010 وحركة 6 أبريل وحملة خالد سعيد 2010. تعلموا من كل مواجهة وكيفوا التكتيكات والاستراتيجيات تبعاً لذلك. وتواصلوا مع الآخرين مثل مركز أوتبور في صيربيا. التقى الصيرب بمجموعات مصرية وشاركوا تجاربهم الخاصة بالإضافة إلى الدروس الأساسية من حروب اللاعنف. وتأثروا بكتابات جين شارب.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا عن شارب ومصر بعنوان: "الفكرية الأمريكية أنشأت اللعب المستخدمة في الثورة كوسيلة تدريب لمحاكاة الواقع".

وأختم بهذا: الاحتجاج بذكاء يزيد من فرص النجاح، الاحتجاج دون استعداد وبعفوية لن ينجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق