الأحد، 24 نوفمبر 2013

وثائقي : تحت المنصة

فيلم وثائقي من إنتاج قناة الجزيرة مباشر مصر يكشف أدلة جديدة حول حقيقة الجثث التي عثر عليها أمام المنصة بعد فض رابعة
الفيديو لمدة 30 دقيقه يكشف فيها كذب الاعلام المصرى وكذب الحكومه الحاليه
ولا حول ولا قوة الا بالله
شاهد الفيديو على موقع يوتيوب من الاسفل

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

صورلمظاهرالعيد والحج















العادة السرية وأضرارها الحقيقية

العادة السرية وأضرارها الحقيقية

 
لقد اصبحت شيئا منتشرا بين الشباب والفتيات حيث يمارسها 95 % من الشباب و 70% من الفتيات تقريبا وفي هذا المقال سنتناول هذه العادة القبيحة سويا من عدة جوانب ......
الجانب الجسدي
هل العادة السرية لها اضرار علي الجسد؟
الاجابة ان اكثرت من العادة السرية فهي بلا شك لها عواقب وخيمة منها :
- الشعور بالتعب
- الاحساس بالألم أسفل الظهر
- سرعة القذف 
- ضعف الذاكرة
اما الممارسة المعتدلة فليست لها اضرار تذكر.
الجانب النفسي 
هو الجانب الأهم فعند ممارسة العادة السرية يشعر بعدها الفرد بالضعف والاكتئاب واستحقار الذات مما يؤثر عليه في باقي أمور حياته . كما انها تشتت الذهن وتبدد طاقة العقل حيث يقوم الممارس بتخيل تخيلات تنهك العقل وطاقته.
الجانب الديني :
قال تعالي في وصف أهل الفردوس " والذين هم لفروجهم حافظون " لذلك يجب علي الانسان الممارس ان يبتعد عنها كونها معصية لله وقد أجمع الفقهاء الا قول عند الحنابلة انها حرام شرعا.
 قال ابن تيمية رحمه الله " أما الاستمناء فالأصل فيه التحريم عند جمهور العلماء ، وعلى فاعله التعزير وليس مثل الزنا . والله أعلم . 
ونأتي للجانب الأهم الذي كتبت الموضوع من أجله وهو كيف نتخلص من العادة السرية
-التقليل من ممارستها فمثلا اذا كنت تمارسها 7 مرات في الإسبوع فعليك ان تمارسها 3 الاسبوع القادم ومرتين الاسبوع الذي يليه وهكذا حتي تتخلص منها ان شاء الله
- الرياضة مهمة جدا في مرحلة الشباب حيث تساعد الشاب علي استهلاك طاقته فيما ينفع بدنه.
-  الابتعاد عن كل الاماكن التي توجد فيها أشياء تثيرك مثل التليفزيون وبعض مواقع الانترنت وغيرها
- عدم لمس أعضائك التناسلية
- عدم النوم الا اذا كنت مجهدا
- انت تعلم بانك مراقب من الله عز وجل في كل وقت وكل مكان
- المشاركة الاجتماعية وعدم الميل الي العزلة والوحدة
- الإرادة القوية في الرغبة في التخلص من هذه العادة.

للرجال . . 7 حقائق مؤثرة عن العضو الذكرى

 

للرجال . . 7 حقائق مؤثرة عن العضو الذكرى

الحقيقة الأولى : مثل باقى العضلات ، يحتاج لتمرين!!! من المعروف أن العضو الذكرى يتكون من أنسجة عضلية ، و كما هو الحال مع جميع الأنسجة العضلية فى الجسم التى تحتاج للتمرين المنتظم حتى لا تتعرض للضمور و الإنكماش ، كذلك فإن النسيج العضلى للعضو الذكرى يحتاج لحدوث الإنتصاب بشكل دورى للحفاظ على كفاءتة الخلايا العضلية .  و تتمثل أهمية حدوث الإنتصاب بشكل دورى فى أنه خلال عملية الإنتصاب يتدفق الدم بشكل أكبر بكثير فى خلايا النسيج العضلى للعضو الذكرى ، مما يسمح للخلايا العضلية فيه بالحصول على مزيد من الأكسجين و الغذاء و ذلك عن طريق الدم . 

وإذا كان الرجل الصحيح جسدياً فيما يخص الإنتصاب لا تُتاح له الفرصة لحدوث إنتصاب بشكل إرادى ، فلا ينبغى أن يقلق بهذا الشأن حيث أن المخ لديه آليات طبيعية لا شعورية للحفاظ على حدوث الإنتصاب بشكل دورى دون حاجة لتدخل خارجى .  و تتمثل هذة الأليات الطبيعية فى النبضات التى يرسلها المخ أثناء النوم للعضو الذكرى لتحفيز الإنتصاب ، و تحدث هذة العملية فى مرحلة الأحلام أثناء النوم . و لا يهم إذا كانت الأحلام ذات علاقة بالأمر أو حتى كوابيس ، حيث أن الإنتصاب الذى يحدث لا إرادياً فى ذلك الوقت ،يحدث بصرف النظر عن نوع الأحلام التى تواكبه فى نفس الوقت .  أما إذا كان الرجل لديه علة جسدية تعطل حدوث الإنتصاب ، مثل مشاكل الأعصاب فى مرضى السكرى على سبيل المثال ، فإنه فى هذة الحالة يحتاج لممارسة تمارين واعية للحفاظ على قدرة النسيج العضلى للعضو الذكرى على الإنتصاب . و تتم هذة التمارين بناء على نصيحة و مراجعة الطبيب المعالج المختص و وفقاً لتعليماته . 

 الحقيقة الثانية : الحجم ليس كما يبدو دائما!! قد يعتقد البعض أن هناك تناسب بين حجم القضيب فى وضع الإرتخاء وحجمه فى وضع الإنتصاب ، لكن الدراسات تثبت ضعف هذه الإحتمالية ، حيث أنه ليس من الضرورى أن يكون القضيب الأطول فى وضع الإرتخاء هو الأطول كذلك فى وضع الإنتصاب .  حيث وجدت دراسة أجُريت على 80 رجل أن الزيادة فى طول القضيب من الإرتخاء إلى الإنتصاب تتراوح بين ربع أنش و ثلاثة أنشات . و على ذلك قد يزداد طول القضيب بمعدل منخفض إذا كان الطول فى وضع الإرتخاء كبير ، و قد يحدث العكس إذا كان الطول فى حالة الإرتخاء صغير . حيث وجدت الدراسة أن 12% من العينة إزداد طول القضيب بنسبة الثلث ، بينما فى 7% من العينة تضاعف الطول .  رغم ذلك يبقى كلا الحالتين من الحالات المتطرفة القليلة ، حيث أن أغلب الرجال يكون لديهم طول متوسط فى حالة الإرتخاء و زيادة متوازنة فى الطول أثناء الإنتصاب و ذلك قياساً على الأرقام المذكورة بالفقرة السابقة .

 الحقيقة الثالثة : منطقة الإحساس الأقوى!! تعتقد أغلبية الرجال أن أكثر مناطق القضيب إحساساً بالمتعة هى الجهة السفلية من الرأس و الجهة السفلية من القضيب نفسه . حسناً يبدو أن هذا الإعتقاد صحيح هذة المرة حيث نشرت المجلة البريطانية للمسالك البولية بحث آجرى على مجموعة من الرجال الإصحاء ، تم فيه سؤالهم عن أكثر المناطق القضيب إحساساً بالنسبة لحكمهم الشخصى . و قد وجدت النتائج أن أكثر المناطق إحساساً بالمتعة هى الناحية السفلية من الرأس و القضيب ، يأتى بعدها الجهة العلوية من الرأس و الناحية اليمنى و اليسرى و جوانب القضيب ثم الناحية العليا من القضيب .

الحقيقة الرابعة : الحساسية تنخفض مع السن:  أظهرت كثير من الدراسات أن حساسية القضيب للمؤثرات تنخفض بتقدم السن . و رغم أن العوائق فى هذة الدراسات تتمثل فى اختلاف أنواع المؤثرات و اختلاف طرق قياس الإستجابة لها ، لكن يبقى العامل المشترك فيها جميعاً هو الجزء الخاص بتحديد –عتبة الإحساس فى القضيب- و التى يقصد بها المؤثر الأصغر الذى يستطيع القضيب الإحساس به .  لكن بشكل عام ، وجد أن الحساسية تبدأ بالإنخفاض التدريجى من سن 25 فما فوق ، و يحدث التدهور الملحوظ فى حساسية القضيب بين سن65  و سن70 سنة . و السؤال الذى يطرحه الباحثون الآن: "هل يكون هذه الإنخفاض فى حساسية القضيب ملحوظ للشخص أم لا ". حيث أن المجئ للطبيب بشكوى تدهور حساسية القضيب منخفض جدا مقارنة بشكاوى ضعف الإنتصاب و مشاكل القذف .   

 الحقيقة الخامسة : الفايبريتور قد يكون علاج: الفايبريتور هو جهاز يقوم بإصدار إهتزازات لتحفيز الأعصاب فى القضيب ، و رغم أن البعض قد يستعمله لمجرد الإستعمال . لكنه فى أحيان أخرى كثيرة يكون إداة علاجية مؤثرة و فعالة .  حيث أن الرجال المصابين بإصابات فى النخاع الشوكى يمكنهم الوصول لمرحلة القذف بمساعدة الفايبريتور ، و قد لا يكون الفايبريتور الطبى أكثر قوة من الأنواع الأخرى ، لكنه يستعمل بترددات معينة و شدة معينة لتحفيز مسارات عصبية محددة تساعد على أداء وظيفته العلاجية .  كذلك قد يستخدم الفايبريتور فى مرضى تأخر القذف و عدم الوصول للذروة بسهولة .

 الحقيقة السادسة : لا تحكم على الطول بعينيك!! قد يسعد أغلب الرجال بمعرفة أن طول عضوهم ضعف ما يعتقدونه و يرونه ، حسناً تلك هى الحقيقة فى كثير من الأحيان ، حيث أن جزء كبير من القضيب يوجد بداخل منطقة الحوض . و من أشهر الطرق للحصول على تلك الصورة الكاملة للقضيب عمل أشعة الرنين المغناطيسى .

الحقيقة السابعة : الختان و مجتمع البكتريا!! مثل جميع أجزاء جسم الإنسان هناك الكثير من البكتيريا المتطفلة التى تعيش على القضيب . لكن هل العضو المختتن مثل العضو الغير مختتن ؟ هذا كان موضوع الدراسة التى أجراها باحثون على مجموعة من الرجال الأوغانديين . حيث قاموا بأخذ عينيات بكتيرية من القضيب قبل و بعد إجراء عملية الختان .  و للدهشة وجد أن نسبة البكتريا إنخفضت بشكل ملحوظ فى العضو المختتن . و قد لاحظ الباحثون أن أغلب البكتريا التى اختفت بعد عملية الختان كانت بكتريا لاهوائية – تلك التى تستطيع النمو فى غياب الهواء – . و يعتقد الباحثون أن أنواع البكتريا قد تختلف إذا أجريت الدراسة على عينة مختلفة من الرجال فى أنحاء العالم ، بل إذا أجُريت على عينة مختلفة فى نفس البلد.  و ترجع أهمية هذة الأبحاث إلى سعيها لكشف السر وراء إرتفاع نسبة الأصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة فى الرجال الغير مختتنين أكثر من الذن خضعوا  للختان من الذكور . حيث يعتقد أن تلك البكتريا اللاهوائية التى وجدت من العوامل التى تساعد على محاربة الخلايا المناعية التى تسعى لمنع دخول فيروس نقص المناعة .    و الآن هل تغيرت بعض الإعتقادات لديك و اكتشفت خطأ اعتقادات أخرى؟؟

الأحد، 6 أكتوبر 2013

يوم 12 اكتوبر حتى يوم 28 أكتوبر وانتهاء الحرب بين مصر وإسرائيل

]يوم 12 اكتوبر السادات يصدر قرار سياسيا بتطوير الهجوم شرقا لتخفيف الضغط على سوريا[/b]

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( لقد شكل الموقف العسكرى فى الجبهة السورية عامل ضغط على الرئيس السادات سياسيا ، وعلى الفريق أول أحمد إسماعيل عسكريا بصفته القائد العام لقوات الجبهتين المصرية والسورية . ولذلك صدر قرار الرئيس السادات فى الساعات الأولى من يوم 12 أكتوبر للفريق أول إسماعيل بتطوير الهجوم شرقا على الجبهة المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية
وفى صباح يوم 12 أصدر الفريق أول إسماعيل أوامره ببدء التطوير فى الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالى 13 أكتوبر مع التمسك برءوس الكبارى
وبناء على طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، وبعد استدعائهما إلى مركز عمليات القوات المسلحة ومقابلة القائد العام مساء يوم 12 ، تأجل تطوير الهجوم ليكون الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر) ـ مذكرات الجمسى
[b]يوم 13 اكتوبر الرئيس الأمريكى نيكسون يصدر قرار بمد جسر جوى أمريكى إلى إسرائيل لتعويض خسائر اسرائيل بالحربيوم 13 أكتوبرأصدر فريق أول أحمد أسماعيل القائد العام للجيش المصرى قرار لكل من قيادتى الجيش الثانى والثالث شرقا وتأجل الهجوم ليوم 14 اكتوبر بناء على طلب قيادتى الجيشين الثانى والثالث[/b]

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( لقد شكل الموقف العسكرى فى الجبهة السورية عامل ضغط على الرئيس السادات سياسيا ، وعلى الفريق أول أحمد إسماعيل عسكريا بصفته القائد العام لقوات الجبهتين المصرية والسورية . ولذلك صدر قرار الرئيس السادات فى الساعات الأولى من يوم 12 أكتوبر للفريق أول إسماعيل بتطوير الهجوم شرقا على الجبهة المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية
وفى صباح يوم 12 أصدر الفريق أول إسماعيل أوامره ببدء التطوير فى الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالى 13 أكتوبر مع التمسك برءوس الكبارى
وبناء على طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، وبعد استدعائهما إلى مركز عمليات القوات المسلحة ومقابلة القائد العام مساء يوم 12 ، تأجل تطوير الهجوم ليكون الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر) ـ مذكرات الجمسى
يقول الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( بعد عودتى من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر فاتحنى الوزير ( الفريق أحمد إسماعيل القائد العام ) فى موضوع تطوير هجومنا نحو المضايق ، ولكنى عارضت الفكرة وابديت له الأسباب ، وبدأ لى أنه اقتنع بهذا وأغلق الموضوع . ولكنه عاد وفاتحنى بالموضوع مرة أخرى فى صباح اليوم التالى الجمعة 12 أكتوبر مدعيا هذه المرة أن الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهة السورية
عارضت الفكرة على أساس أن هجومنا لن يخفف الضغط على الجبهة السورية ، إذ أن لدى العدو 8 ألوية مدرعة أمامنا ولن يحتاج إلى سحب قوات إضافية من الجبهة السورية حيث أن هذه القوات قادرة على صد أى هجوم نقوم به ، وليس لدينا دفاع جوى متحرك إلا أعداد قليلة جدا من سام 6 لا تكفى لحماية قواتنا وقواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية نظرا لتفوقها بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوى .. أى بعد حوالى 15 كيلومترا شرق القناة
إذا نحن قمنا بهذه العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم اية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية ، وحوالى الظهر تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة وقال هذه المرة ..... ( القرار السياسى يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضايق ، ويجب أن يبدأ ذلك من صباح غد 13 أكتوبر )ـ
وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها وتحرك اللواء محمد غنيم إلى الجيش الثانى ، واللواء طه المجدوب إلى الجيش الثالث حاملين معهما تلك الأوامر إلى قائدى الجيشين . وبمجرد وصول التعليمات كان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يطلبنى على الهاتف ، وقال بغضب سيادة الفريق أنا مستقيل ، أنا لا أستطيع أن أقوم بتنفيذ التعليمات التى أرسلتموها مع اللواء غنيم
ولم تمض سوى بضع دقائق حتى كان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث هو الآخر على الخط الهاتفى وابدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التى وصلته مع اللواء طه المجدوب ، وفى محادثتى مع كل من اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لم اخف عنهما أننى أنا أيضا قد عارضت هذه التعليمات ، ولكنى أجبرت عليها ، فاتحت الوزير مرة اخرى فى الموضوع وتقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة فى مساء اليوم نفسه
وفى خلال هذا المؤتمر الذى امتد حتى الساعة الحادية عشر مساء كرر كل منا وجهة نظره مرارا وتكرارا ، ولكن كان هناك إصرار من الوزير على أن القرار سياسى ( قرار اتخذه الرئيس أنور السادات ) ، ويجب أن نلتزم به ، وكل ما أمكن عمله هو تأجيل الهجوم إلى فجر يوم 14 بدلا من فجر يوم 13 كما كان محددا
لقد كان هذا القرارهو أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التى كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها ) ـ من مذكرات سعد الشاذلى
[b]يوم 13 اكتوبر أخترقت طائرة استطلاع أمريكية اس ار 71 المجال الجوى المصرى بثلاث اضعاف سرعة الصوت وعلى ارتفاع 25 كم ـ لم نستطع اسقاط الطائرة لأنها خارج مدى الصواريخ المصرية كما لم تستطع طائراتنا اللحاق بهاـ مذكرات الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب اكتوبر1973[/b]


[b]يوم 13 اكتوبر مصرع القائد العام للمدرعات الإسرائيلية بسيناء البرت ماندلر


يوم 14 اكتوبر الجيش المصرى يقوم بتطوير الهجوم شرقا دون غطاء من الدفاع الجوى ويتكبد خسائر ضخمة فى الدبابات واصابة سعد مأمون قائد الجيش الثانى بنوبة قلبية وانتقال قيادة الجيش الثانى للؤاء عبد المنعم خليل

يوم17 اكتوبر قام الجيش الإسرائيلى بعمل معبر على القناة بمنطقة الدفرسوار وعبرت منها ثلاث فرق مدرعة بقيادة كل من اريل شارون وابراهام ادان وكلمان ماجن للجانب الغربى من القناة تحت قصف شديد من مدفعية الجيش الثانى بقيادة عميد عبد الحليم أبو غزالة

يوم 17 أكتوبر 1973 السعودية والدول العربية تبدأ فى تخفيض إنتاجها من البترول للدول التى تساعد إسرائيل

يومى 20 ، 21 أكتوبر فشل اريل شارون فى احتلال الإسماعيلية وتطويق الجيش الثانى [/b]

ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( فى مواجهة اللواءين المدرعين ولواء مشاة المظلات التى تتكون منها فرقة شارون كان لدى الجيش الثانى لوءان مشاة ميكانيكان ( اللواء 10 مشاة ميكانيكى ، واللواء 118 مشاة ميكانيكى ) واللواء 182 مظلات والمجموعة 129 صاعقة وهى قوة تقرب فى حجمها وقدراتها فرقة كاملة مختلطة
لم يكد يوم 20 أكتوبر 1973 يحل حتى بدأ الجنرال أريل شارون قائد مجموعة العمليات رقم 143 فى إدارة معركته الأخيرة فى اتجاه الإسماعيلية بعد أن ابلغته القيادة الجنوبية بأن قرار وقف إطلاق النار على وشك الصدور . ومنذ الصباح الباكر بدأت الطائرات الإسرائيلية تشن هجمات عنيفة على مدن الإسماعيلية وبورسعيد وبور فؤاد ، وقد تركز القصف الجوى بصفة خاصة على مواقع الصواريخ سام والأسلحة المضادة للطائرات بهدف تدميرها أو إسكاتها ، وكذا على أمكنة تجمع القوات ومنها معسكر الجلاء بالإسماعيلية ومنطقة جبل مريم والكبارى المقامة على الترعة الحلوة ( ترعة السويس ) ، وقامت الطائرات بإلقاء القنابل الزمنية وقنابل النابلم لإحداث الحرائق وبث الذعر فى نفوس الأفراد
وكان شارون منذ بلغته الانباء بقرب صدور القرار بوقف إطلاق النار ، قد دفع بكل ما تحت قيادته من قوات عاقدا عزمه على سرعة الوصول إلى ترعة الإسماعيلية وعبورها ، لكى يتمكن بعد ذلك من تحقيق الأمل الذى أخذ يرواده فى أحلامه منذ عبور قواته إلى الضفة الغربية للقناة وهو الاستيلاء على مدينة الإسماعيلية وبالتالى قطع الامدادات الرئيسية القادمة من القاهرة وشرق الدلتا إلى قوات الجيش الثانى شرق القناة
وكان شارون على يقين أن سقوط الإسماعيلية سيحدث دويا سياسيا كبيرا على المستوى العالمى ، مما سوف يكسبه شهرة واسعة ومجدا عسكريا مرموقا
ولكن أمال شارون وأحلامه لم تلبث أن تبددت أمام عاملين حيويين : أولهما طبيعة أرض المنطقة التى تقدمت عليها قواته والعامل الثانى هو شدة وعنف المقاومة التى أبدتها القوات المصرية على خط ترعة الإسماعيلية ، فقد أجبرت قواته على التوقف جنوب الترعة ، دون أن تتمكن من عبورها إلى ضفتها الشمالية
فى ليلة 21 / 22 أكتوبر أخذت وحدات مدفعية الجيش الثانى التى كان يتولى قيادتها العميد أركان حرب محمد عبد الحليم أبو غزالة تقوم بقصفات ازعاج على مواقع العدو طول الليل . وفى الصباح قامت الطائرات الإسرائيلية بهجمات عنيفة على مواقع قواتنا وركزت قصفها على معسكر الجلاء ....... وعندما خيم الظلام وحل موعد سريان وقف إطلاق النار فى الساعة السادسة والدقيقة الثانية والخمسين مساء يوم 22 أكتوبر ، ونظرا لوجود جرحى إسرائيليين كثييريين على أرض المعركة لم يتم سحبهم ، ولم يكن فى الإمكان القيام بمعركة أخرى خاسرة من إجل انقاذ الجرحى ، لذا طلب شارون امداده بعدد من طائرات الهيليكوبتر لمساعدة رجاله فى عمليات الإنقاذ ولكن الجنرال بارليف لم يوافق على مطلبه ، فقد كانت ليلة مظلمة وكان من الصعب على الطائرات الهبوط بالقرب من ميدان المعركة منعا لاصابتها ، ولذا أمر شارون رجاله بضرورة الاعتماد على انفسهم ، واستمرت عمليات الإنقاذ أكثر من أربع ساعات إلى أن تم إخلاء معظم القتلى والجرحى من أرض المعركة) ـ جمال حماد
[b]يوم 21 اكتوبر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل
[/b]
الرئيس السادات يوافق على وقف إطلاق النار
وفى هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل
وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله .. فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا ، وأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع .. فأمريكا وإسرائيل فى مواجهتى ، والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقع وراء ظهرى ليطعننى فى اية لحظة عندما أفقد 85 % أو 90 % من سلاحى كما حدث فى سنة 1967) ـ السادات من كتابه البحث عن الذات
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( وعندما صدر القرار وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 1852 يوم 22 أكتوبر بتوقيت القاهرة)ـ مذكرات الجمسى
[b]يوم 22 أكتوبر لم تحترم إسرائيل قرار وقف إطلاق النار واخذت تزيد من عملياتها العسكرية غرب القناة
[/b]
عدم احترام إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار 338
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( عندما صدر قرار مجلس الأمن 338 بإيقاف القتال اعتبارا من غروب شمس يوم 22 أكتوبر ، كانت إسرائيل ـ برغم موافقتها على تنفيذه ـ تضمر نواياها بعدم احترامه
لقد كانت إسرائيل تعلم أن موقف قواتها فى غرب القناة ـ منطقة الدفرسوار ـ يضعها فى موقف عسكرى ضعيف إذا استؤنف القتال مرة أخرى . فضلا عن ذلك فإنها لم تحقق هدفا سياسيا أو هدفا عسكريا استراتيجيا ، لفشلها فى ارغامنا على سحب قواتنا فى شرق القناة إلى غربها . كما أنها لم تتمكن من تهديد أو قطع خطوط مواصلات الجيشين أو أحدهما مع قواعد إمدادها . وفى نفس الوقت فشلت فى محاولتها للوصول إلى مدينة الإسماعيلية
ولذلك قررت إسرائيل أن تبذل جهدا كبيرا لتحقيق قدر من المكاسب السياسية أو العسكرية قبل أن تلتزم بوقف إطلاق النار . وفى سبيل ذلك ، دفعت إسرائيل بقوات جديدة إلى غرب القناة ليلة 22/ 23 وليلة 23 / 24 أكتوبر لتعزيز قواتها فى منطقة الدفرسوار . ثم استمرت فى القتال وتقدمت قواتها جنوبا للوصول إلى مؤخرة الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحرواى والاستيلاء على مدينة السويس
عدم احترام اسرائيل لقرار وقف إطلاق النار 339
ونتيجة للعمل السياسى ، وبناء على طلب مصر عقد مجلس الأمن اجتماعا ، حيث أصدر مساء يوم 23 أكتوبر قراره رقم 339 بتأكيد مضمون قراره السابق ، كما حث الأطراف على العودة إلى الخطوط السابقة
ووافقت مصر وإسرائيل على القرار والالتزام به اعتبارا من السابعة صباح يوم 24 أكتوبر
وبرغم إلتزام إسرائيل بالقرار 339 رسميا ، إلا انها تركت لجيشها حرية العمل العسكرى على أمل احتلال مدينة السويس فتكون بذلك قد حققت هدفا سياسيا له تأثيره السياسى والعسكرى والإعلامى الكبير) ـ مذكرات الجمسى
[b]يوم 24 اكتوبر لم تحترم إسرائيل قرار وقف إطلاق النار للمرة الثانية وحاولت إحتلال مدينة السويس
[/b]
[b]يوم 24 أكتوبر فشل إسرائيل فى احتلال المدينة وخسائر ضخمة لها بالدبابات بواسطة المقاومة الشعبية لمدينة السويس ومعاونة من قناصة دبابات من الفرقة 19 مشاة بالجيش الثالث[/b]

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( حاول لواءان من فرقة أدان المدرعة اقتحام المدينة من الشمال والغرب بعد قصف بالمدفعية والطيران مدة طويلة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة . ودارت معركة السويس اعتبارا من 24 أكتوبر بمقاومة شعبية من ابناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة
ويصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهة وشعب السويس من جهة أخرى وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى
وبجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية ، أمكن هزيمة قوات العدو التى تمكنت من دخول المدينة ، وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى
وظلت الدبابات الإسرائيلية المدمرة فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى داخل المدينة شاهدا على فشل القوات الإسرائيلية فى اقتحام المدينة والاستيلاء عليها
واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المدينة وتمركزت خارجها ، لم تكن معركة السويس هى معركة شعب المدينة ، بل كانت معركة الشعب المصرى بأجمعه . ومن ثم أصبح يوم 24 أكتوبر عيدا وطنيا تحتفل به مدينة السويس والدولة كل عام ، رمزا لبطولة ابناء السويس ومثلا يحتذى لقدرة الإنسان المصرى على البذل والتضحية )ـ مذكرات الجمسى

ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( كان معظم سكان مدينة السويس قد تم تهجيرهم إلى خارج المحافظة منذ ان بدأت معارك حرب الاستنزاف عام 1968 ولذا لم يكن داخل المدينة عند نشوب حرب أكتوبر 73 سوى عدد قليل لا يتجاوز خمسة آلاف فرد كان معظمهم من الجهاز الحكومى ورجال الشرطة والدفاع المدنى وموظفى وعمال شركات البترول والسماد بالزيتية
وجاء يوم 23 أكتوبر ليحمل فى طياته إلى السويس أسوا النذر فقد قامت الطائرات الإسرائيلية ظهر ذلك اليوم بغارات وحشية على شركة النصر للأسمدة مما أشعل الحرائق فى كثير من أقسامها وأصاب القصف الجوى أيضا مبنى الثلاجة الرئيسية على طريق عتاقة
ولم تكتف القوات الإسرائيلية بالحصار البرى الذى ضربته على السويس بقطع كل الطرق المؤدية إليها ولا بالحصار البحرى بقطع الطريق المائى المؤدى إلى الخليج والبحر الأحمر بل عمدت إلى توجيه أقسى أساليب الحرب النفسية ضد سكانها وبغير شفقة ولا رحمة بقصد ترويعهم والضغط على اعصابهم لحملهم على التسليم
ولهذا قامت بقطع ترعة السويس المتفرعة من ترعة الإسماعيلية والتى تغذى المدينة بالمياه الحلوة ، كما دمرت شبكة الضغط العالى التى تحمل التيار الكهربائى من القاهرة إلى السويس ، وقطعت بعد ذلك اسلاك الهاتف التى تربط المدينة بالعالم الخارجى وكانت القيادة الإسرائيلية على يقين بان أهل السويس سوف يقابلون دباباتها ومدرعاتها بالأعلام البيضاء حال ظهورها فى الشوارع بعد أن أصبحوا فى هذه الظروف المعيشية
فشل إسرائيل فى احتلال مدينة السويس
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( حاول لواءان من فرقة أدان المدرعة اقتحام المدينة من الشمال والغرب بعد قصف بالمدفعية والطيران مدة طويلة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة . ودارت معركة السويس اعتبارا من 24 أكتوبر بمقاومة شعبية من ابناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة
ويصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهة وشعب السويس من جهة أخرى وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى
وبجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية ، أمكن هزيمة قوات العدو التى تمكنت من دخول المدينة ، وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى
وظلت الدبابات الإسرائيلية المدمرة فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى داخل المدينة شاهدا على فشل القوات الإسرائيلية فى اقتحام المدينة والاستيلاء عليها
واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المدينة وتمركزت خارجها ، لم تكن معركة السويس هى معركة شعب المدينة ، بل كانت معركة الشعب المصرى بأجمعه . ومن ثم أصبح يوم 24 أكتوبر عيدا وطنيا تحتفل به مدينة السويس والدولة كل عام ، رمزا لبطولة ابناء السويس ومثلا يحتذى لقدرة الإنسان المصرى على البذل والتضحية )ـ مذكرات الجمسى


ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( كان معظم سكان مدينة السويس قد تم تهجيرهم إلى خارج المحافظة منذ ان بدأت معارك حرب الاستنزاف عام 1968 ولذا لم يكن داخل المدينة عند نشوب حرب أكتوبر 73 سوى عدد قليل لا يتجاوز خمسة آلاف فرد كان معظمهم من الجهاز الحكومى ورجال الشرطة والدفاع المدنى وموظفى وعمال شركات البترول والسماد بالزيتية
وجاء يوم 23 أكتوبر ليحمل فى طياته إلى السويس أسوا النذر فقد قامت الطائرات الإسرائيلية ظهر ذلك اليوم بغارات وحشية على شركة النصر للأسمدة مما أشعل الحرائق فى كثير من أقسامها وأصاب القصف الجوى أيضا مبنى الثلاجة الرئيسية على طريق عتاقة ....... ولم تكتف القوات الإسرائيلية بالحصار البرى الذى ضربته على السويس بقطع كل الطرق المؤدية إليها ولا بالحصار البحرى بقطع الطريق المائى المؤدى إلى الخليج والبحر الأحمر بل عمدت إلى توجيه أقسى أساليب الحرب النفسية ضد سكانها وبغير شفقة ولا رحمة بقصد ترويعهم والضغط على اعصابهم لحملهم على التسليم
ولهذا قامت بقطع ترعة السويس المتفرعة من ترعة الإسماعيلية والتى تغذى المدينة بالمياه الحلوة ، كما دمرت شبكة الضغط العالى التى تحمل التيار الكهربائى من القاهرة إلى السويس ، وقطعت بعد ذلك اسلاك الهاتف التى تربط المدينة بالعالم الخارجى وكانت القيادة الإسرائيلية على يقين بان أهل السويس سوف يقابلون دباباتها ومدرعاتها بالأعلام البيضاء حال ظهورها فى الشوارع بعد أن أصبحوا فى هذه الظروف المعيشية التى لا يمكن لبشر أن يتحملها ، فلا مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا معدات طبية أو أدوية للمرضى والمصابين ، ولا اتصالات هاتفية مع الخارج
وفضلا عن ذلك ركزت مدفعيتها قصفها العنيف على احيائها السكنية وانطلقت طائراتها تملاء سماء المدينة لتصب على مرافقها ومنشأتها الحيوية وابلا من صواريخها لتشعل فى المدينة النار والدمار ، وليخر تحت قصفها المدمر مئات من الشهداء وآلاف من الجرحى حتى ضاق المستشفى العام بالجرحى والمصابين ، وأصبحوا لفرط الازدحام يوضعون على الأرض فى طرقات المستشفى ، وكان الهدف من هذه الحرب النفسية الشرسة هو اقناع الجميع فى السويس بأنه لا جدوى من المقاومة وان الحل الوحيد للخلاص من كل متاعبهم هو الاستسلام للغزاة
وفى مساء يوم 23 أكتوبر وعقب حصار المدينة كلف العقيد فتحى عباس مدير مخابرات جنوب القناة بعض شباب منظمة سيناء بواجبات دفاعية وزودهم ببعض البنادق والرشاشات ووزعهم فى أماكن مختلفة داخل المدينة بعد أن ابقى بعضهم كاحتياطى فى يده تحسبا للطوارىء
وكانت هناك مجموعة من الأبطال الذين ينتمون لمنظمة سيناء لم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم جفن طوال ليلة 23 / 24 أكتوبر فقد خططوا لعمل عدة كمائن على مدخل السويس لملاقاة العدو
وعندما ادرك العميد أ. ح. يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 مشاة الخطر الذى باتت تتعرض له السويس قرر بمبادرة شخصية منه ضرورة الدفاع عن المدينة التى ارتبطت بها فرقته بأوثق الروابط منذ سنوات طويلة حتى لا تسقط فى يد العدو ... ففى يوم 23 أكتوبر أرسل قائد الفرقة سرية مقذوفات موجهة ضد الدبابات بقيادة المقدم حسام عمارة لصد العدو .. وبالأضافة إلى هذه السرية أرسل قائد الفرقة إلى السويس صباح يوم المعركة طاقم اقتناص دبابات بقيادة الملازم أول عبد الرحيم السيد من اللواء السابع مشاة بعد تزويدهم بقواذف ار بى جى وقنابل يدوية مضادة للدبابات
لم تنم المدينة الباسلة وظل جميع ابنائها ساهرين طوال الليل فى انتظار وصول الأعداء وعندما نادى المؤذن لصلاة فجر يوم 24 أكتوبر اكتظت المساجد بالناس ، وفى مسجد الشهداء بجوار مبنى المحافظة أم المصليين الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية . وعقب الصلاة ألقى المحافظ بدوى الخولى كلمة قصيرة أوضح فيها للناس أن العدو يستعد لدخول السويس وطالبهم بهدوء الأعصاب ، وأن يسهم كل فرد بما يستطيعه ، واختتم كلمته بالهتاف الله أكبر وارتفع الدعاء من أعماق القلوب إلى السماء
وابتدأ من الساعة السادسة صباحا بدأت الطائرات الإسرائيلية فى قصف أحياء السويس لمدة ثلاث ساعات متواصلة فى موجات متلاحقة وبشدة لم يسبق لها مثيل ، وكان الغرض هو تحطيم اية مراكز مقاومة داخل المدينة والقضاء على اى تصميم على القتال لدى أهل السويس
ورغم أن اهل السويس كانوا صائمين فى هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ، فإن أحدا لم يحس بالجوع أو العطش ولم يهتم بتناول طعام أو شراب إلا النذر اليسير ، فقد كانت المعركة ضد الاعداء هى محور اهتمام جميع المواطنيين ، وعندما سرت فى المدينة انباء النصر خرج أهل السويس جميعا إلى الشوارع يهللون ويكبرون ويشهدون فى فخر واعتزاز مدرعات العدو المحطمة التى تناثرت على طول شارع الأربعين ، وكان عددها حوالى 15 دبابة وعربة مدرعة نصف جنزير.. وخشية أن يفكر الإسرائيليون فى سحبها قام محمود عواد من أبطال المقاومة الشعبية بسكب كميات من البنزين عليها عند منتصف الليل وأشعل فيها النار
هذا وقد قام المحافظ بدوى الخولى بالاتصال ظهر يوم 24 أكتوبر بعد انتهاء معركة ميدان الأربعين بالرائد شرطة محمد رفعت شتا قائد الوحدة اللاسلكية وطلب منه إبلاغ القاهرة بأنباء المعركة وبتحطيم 13 دبابة وعربة مجنزرة للعدو وعلى أثر ارسال الوحدة اللاسلكية هذه الأنباء إلى القاهرة صدر البيان العسكرى رقم 59 فى الساعة الرابعة مساء يوم 24 أكتوبر الذى يتضمن أنباء معركة السويس ) ـ جمال حماد
[b]يومى 26 و 27 إسرائيل تقوم بقطع طريق مصر السويس لوقف الامدادات للجيش الثالث[/b]

[b]وصول قوات الطوارئ الدولية يوم 28 أكتوبر وانتهاء الحرب بين مصر وإسرائيل

أمريكا تبدأ فى دخول الحرب يوم 8 أكتوبر مع إسرائيل ضد مصر وسوريا

أمريكا تبدأ فى دخول الحرب يوم 8 أكتوبر مع إسرائيل ضد مصر وسوريا ووصول تقارير وصور لمواقع القوات المصرية بالقمر الصناعى مع مسئول بوزارة الدفاع الامريكى إلى إسرائيل
يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( لم نكن نعلم فى مصر طول مدة الحرب ، كما لم نعلم بعدها بمدة طويلة ، ان أحد المسئوليين العسكريين وصل من أمريكا إلى إسرائيل فجر هذا اليوم 8 أكتوبر وهو اليوم الثالث للحرب للإشتراك فى التخطيط مع إسرائيل لمواجهة الموقف العسكرى الإسرائيلى المتدهور على الجبهتين المصرية والسورية
لقد كشف الجنرال اليعازار رئيس الأركان الإسرائيلى أثناء الحرب فى مذكراته التى كتبها بعد الحرب عن سر يذاع لأول مرة عن خطة عسكرية أمريكية حملها مسئول أمريكى إلى إسرائيل
كانت الساعة تقترب من الثالثة صباح الثامن من اكتوبر ، حين وصل إلى مقر رئاسة الأركان المسئول الكبير ، وكان أحد العسكريين فى البنتاجون والمسئول عن منطقة الشرق الأوسط
وكان وصوله إلى مطار بن جوريون فى طائرة عسكرية خاصة ، ويحمل معه مجموعة من التقارير الخاصة والصور الخاصة بالمعارك ومواقع القوات كما ألتقطها القمر الصناعى الأمريكى ) ـ مذكرات لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات خلال حرب أكتوبر 1973
يقول السادات فى كتابه البحث عن الذات ( اتضح لى أن القمر الصناعى الأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ، أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد .. واقر هنا للتاريخ ان روسيا التى تدعى وقوفها مع الحق العربى لم تبلغنا بشىء بواسطة اقمارها الصناعية التى تتابع المعركة
ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات .. لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة .. والعريش تقع خلف الجبهة
وبدات ألاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التى اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها . كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات . لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع ، وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار .. وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية
أما التطور الثالث والخطير ، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا . وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ امريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا ، فأرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت امريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار .. وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى . وأنا أعرف امكانياتى وأعرف حدودى .. لن أحارب أمريكا
فشل الهجوم الإسرائيلى المضاد يوم 8 اكتوبر واسر العقيد عساف ياجورى أشهر اسير إسرائيلىالقوات الجوية الإسرائيلية تفشل فى تدمير شبكة الدفاع الجوى المصرية التى أستخدمت صواريخ سام بانواعها المختلفة بكافئة وسقوط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية وصل إلى 50 طائرة خلال الثلاث أيام الاولىجولدا مائير تصرخ أنقذوا اسرائيل وأمريكا تعد بتعويض خسائرها يوم 9 أكتوبر ...... والتى بلغت اكثر من 400 دبابة وخمسون طائرةأنقذوا إسرائيل
كان نص رسالة الاستغاثة العاجلة التى تلقتها وزارة الخارجية الأمريكية فى 9 / 10 / 1973 هى " إنقذوا إسرائيل "ـ
المصدر : ـ الطوفان طبعة 1977 ـ للكاتب والأذاعى المشهور ( حاليا ) ـ حمدى الكنيسى والمراسل الحربى خلال حرب أكتوبر 1973 و صاحب أشهر برامج إذاعية فى ذلك الوقت كصوت المعركة و يوميات مراسل حربى
ويقول هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت فى كتابه مذكرات كسينجر فى البيت الأبيض ( أخذ كل من دينتس وجور ( سيمحا دينتس السفير الإسرائيلى بامريكا والجنرال موردخاى جور الملحق العسكرى بالسفارة الإسرائيلية بأمريكا) بالحديث .. وأخبرانى أن الخسائر التى تكبدتها إسرائيل حتى هذه اللحظة ، كانت مرعبة وغير منتظرة . فقد فقدت 49 طائرة منها 14 طائرة دمرت . إن الرقم مرتفع ، ولكنه لا يستدعى الدهشة إذ أخذنا فى الاعتبار أن سوريا ومصر يملك كل منهما أعدادا كبيرة من الصواريخ أرض / جو السوفيتية
وكانت صدمتى كبيرة عندما علمت إن إسرائيل قد خسرت 500 دبابة ، من بينها 400 دبابة على الجبهة المصرية وحدها
وطلب دينتز الاحتفاظ بسرية هذه الأرقام ، وعدم إطلاع احد عليها سوى الرئيس لأن الدول العربية التى ما زالت تختار لنفسها موقف التحفظ حتى الآن ، قد تنضم إلى المعركة لو عرفت بحجم الخسائر الإسرائيلية
ويستمر كسنجر ويقول
إن كل ما أخطرنا به دينتس يوجب علينا إعادة النظر فى الأسس التى وضعناها لأستراتيجيتنا. فقد كانت كل اجراءاتنا الدبلوماسية ، وسياستنا فى إعادة تسليح إسرائيل ، ترتكز على انتصار إسرائيلى سريع ، وقد تجاوزنا هذه الادعاءات ، وحدث شىء لم نكن ننتظره
إن الدبابات التى تفتقر إليها إسرائيل يصعب إرسالها بالسرعة المطلوبة واقترح جور تأمينها من عتادنا الموجود فى أوربا ، وحتى هذه الحالة يلزمنا عدة إسابيع
وجرى الاتفاق بيننا على أن تبدا طائرات العال حالا بنقل قطع الغيار والمعدات الألكترونية ولكن هذا الأسطول الذى لا يتجاوز سبع طائرات ، لا يستطيع نقل العتاد الثقيل ، اما بالنسبة للمواد التى تحتاج للتشاور فقد وعدت بعقد اجتماع لفريق العمل الخاص وتبليغ الأجابة إلى دينتس قبل نهاية نهار يوم 9 أكتوبر ) ـ هنرى كسنجر
وفى مؤتمر صحفى لموشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى يوم 9 أكتوبر قال فيه ( إن الشىء الوحيد الذى نتفوق فيه الطيران ، إلا أن الصواريخ فقط هى التى تشكل صعوبة بالنسبة لنا .. إننا ندفع الضريبة كل يوم فى صورة معدات وقوات وطيارين وطائرات ودبابات لقد دمرت المئات من مدرعاتنا فى المعركة ... وفى ثلاثة أيام فقدنا خمسين طائرة )ـ موشى ديان
بنهاية يوم 9 اكتوبر وصل الجيشين المصرى الثانى والثالث على عمق 15 كيلومتر داخل سيناء

يوم 10 أكتوبر بداية وصول الامدادات الأمريكية

سقوط خط بارليف وتحرير مدينة القنطرة شرق ومعارك دامية بين الجيش المصرى والاسرائيلى

سقوط خط بارليف وتحرير مدينة القنطرة شرق ومعارك دامية بين الجيش المصرى والاسرائيلى على طول الجبهة شرق القناة ـ سيناء ـ خلال أيام 6 ، 7 ، 8 أكتوبر[/b]

فرقتى شارون وآدان تتحرك لمعاونة فرقة مندلر ومعارك دامية على الجبهة

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( كان لإسرائيل ظهر يوم السبت 6 اكتوبر فى شمال سيناء مجموعة العمليات رقم 252 بقيادة الجنرال مندلر وهى مكونة من ثلاث لواءات دبابات بها حوالى 350 دبابة ولواء ميكانيكى ولواء مشاة
وفى صباح اليوم التالى 7 أكتوبر كانت قواتنا قد نجحت فى الهجوم والعبور مع اقتحام أعقد مانع مائى ، وحطمت خطا دفاعيا محصنا .. وأنشات خمسة رءوس كبارى فى سيناء بواسطة خمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد بعمق 6 - 8 كيلو مترات بعد خمس معارك هجومية ناجحة ، ورفعت الأعلام المصرية على أرض سيناء
لقد تحقق هذا الإنجاز بأقل خسائر ممكنة ، فقد بلغت خسائرنا 5 طائرات ، 20 دبابة ، 280 شهيد ويمثل ذلك 2 ونصف فى المائة من الطائرات و 2% فى الدبابات و 3 % فى الرجال وهى خسائر قليلة بالنسبة للأعداد التى أشتركت فى القتال
وفى نفس الوقت خسر العدو 25 طائرة و120 دبابة وعدة مئات من القتلى مع خسارة المعارك التى خاضها وسقط خط بارليف الذى كان يمثل الأمن والمناعة لإسرائيل ، وهزيمة الجيش الإسرائيلى الذى رددوا عنه أنه غير قابل للهزيمة
فقد سقط منها 15 حصنا تمثل عدد حصون خط بارليف وأصبحت الحصون الباقية تحت الحصار ..... وكان فى تقديرنا وتقدير القيادة الإسرائيلية أن خط بارليف فقد قيمته العسكرية بعد أن سقط نصف عدد الحصون وفقد حوالى 100 دبابة تمثل ثلث دبابتهم التى تقاتل فى الخط الأمامى
تحرك إلى سيناء يوم 7 أكتوبر فرقتان مدرعتان .. إحداهما بقيادة الجنرال ابراهام أدان على المحور الشمالى فى اتجاه القنطرة والفرقة الأخرى بقيادة الجنرال اريل شارون على المحور الأوسط فى اتجاه الإسماعيلية بالإضافة لفرقة مدرعة كانت موجودة فى الجبهة منذ بداية الحرب بقيادة الجنرال مندلر وبذلك أصبح لدى إسرائيل حوالى 950 دبابة بالجبهة مشكلة فى ثلاث فرق مدرعة تحت قيادة ثلاثة من القادة البارزين فى الجيش الإسرائيلى
وبينما كان حشد الاحتياطى الإسرائيلى يتم خلال 7 أكتوبر ( فرقة أدان وفرقة شارون) .. طار ديان إلى قيادة الجبهة الجنوبية سيناء حيث استعرض الموقف مع قائدها الجنرال جونين . ولا شك أن ديان أصبح على علم تام بالموقف المتدهور على الجبهة والخسائر التى لحقت بالفرقة المدرعة التى يقودها مندلر والتى وصلت خسائرها إلى مائتى دبابة أى ثلثى عدد دباباته وضياع فاعلية حصون خط بارليف والفشل فى إنقاذ الأفراد الإسرائيليين المحاصرين فيها
معركة القنطرة شرق
لقد كانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون ، كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد لأن القتال فى المدن يختلف عن القتال فى الصحراء ، ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم .. واستمر ليلة 7 / 8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى فى نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا لتحريرها
وجاء يوم الأثنين 8 اكتوبر وتمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها ، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارت القوات المعادية واستولت الفرقة على كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات وتم اسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقى فى المدينة واذيع فى التاسعة والنصف من مساء اليوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذى كان له تأثير طيب فى نفوس الجميع
معركة عيون موسى
وفى قطاع الجيش الثالث كانت القوات تقاتل على عمق 8 إلى 11 كيلو مترا شرق القناة وكان أبرز قتال هذا اليوم هو نجاح الفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفيى فى احتلال عيون موسى كما قامت نفس الفرقة باحتلال مواقع العدو الإسرائيلى المحصنة على الضفة الشرقية التى يتمركز فيها ستة مدافع 155 مم
هذه المدافع كان يستخدمها العدو الإسرائيليى فى قصف مدينة السويس خلال حرب الاستنزاف ، ولم نتمكن من إسكاتها فى ذلك الوقت برغم توجيه قصفات نيران ضدها بكل أنواع دانات المدفعية المتيسرة وقتئذ لصلابة التحصينات التى عملت لها بواسطة القوات الإسرائيلية
معركة الفردان
اعاد العدو تنظيم قواته وحاول أدان ـ فرقة ابراهام ادان المكونة من ثلاث لواءات مدرعة حوالى 300 دبابة ـ مرة أخرى الهجوم بلواءين مدرعين ضد فرقة حسن أبو سعدة واللواء الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبى فى قطاع شرق الإسماعيلية ( الجيش الثانى ) ودارت معركة الفردان بين فرقة أدان وفرقة حسن أبو سعدة
فرقة شارون لم تتعاون مع اى منهما
كانت أنظارنا تتجه وترقب فرقة شارون ، حيث كان فى تقديرنا أن هذه الفرقة سيتم اقحامها فى المعركة لمعونة آدان فى هجوم فرقته ، ولكن ذلك لم يحدث
وحوالى الظهر 8 اكتوبر تحركت فرقة شارون فى اتجاه شرق السويس حيث كانت فرقة مندلر تقاتل ضد قوات الجيش الثالث لمحاولة اختراق مواقعه وكان واضحا أن فرقة شارون ستتعاون مع مندلر على امل تحقيق الضربة المضادة الإسرائيلية نجاحا فى قطاع الجيش الثالث بعد أن فشلت فى تحقيق النجاح فى اتجاه الجيش الثانى
وبينما كانت فرقة شارون تتحرك جنوبا فى اتجاه السويس ، كانت فرقة آدان فى مواجهة الجيش الثانى قد تورطت فى قتال فاشل وازدادت خسائرها فى الأفراد والمعدات ، وأصبحت تحت ضغط مستمر من قوات الجيش الثانى . واضطرت للانسحاب شرقا بعد أن تبعثرت لواءاتها على مواجهة واسعة ، الأمر الذى اضطرها إلى التحول لاتخاذ أوضاع دفاعية فى مواجهة واسعة قد لا يكتب لها النجاح ومن هنا اضطر الجنرال جونين قائد المنطقى الجنوبية لاعادة فرقة شارون وهى فى الطريق إلى قطاع الجيش الثالث لمعاونة فرقة آدان المتورطة امام قطاع الجيش الثانى
وفى نهاية يوم القتال ، كانت فرقة آدان قد هزمت امام الجيش الثانى ، وفرقة مندلر قد فشلت أمام الجيش الثالث ، أما فرقة شارون فلم تتعاون مع أى منهما ) ـ مذكرات الجمسى

سلاح المهندسين المصرى ودوره يوم حرب 1973

]نجح سلاح المهندسين المصرى بعمل أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة مساء وبعد 8 ساعات اى حوالى الساعة 10.30 قاموا بعمل 60 ممر بالساتر الترابى على طول الجبهة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة ، و4 كبارى خفيفة ، وتشغيل 30 معدية[/b]

ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ففى الساعة 1420 من السادس من اكتوبر عبرت الموجة الأولى من القوات المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات المهندسين العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى وفوق صفحة القناة قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
وبعد ساعات قليلة بدأت البلاغات تتوالى عن انتهاء المضخات من ازالة الساتر التراب ، وبدأت عملية تثبيت أرضيات الممرات التى تحولت إلى وحل لأعماق كبيرة تجاوزت المتر فى بعض المناطق . وقد استخدمت فى تنفيذ هذه المهمة مواد مختلفة طبقا لطبيعة التربة من أخشاب وقضبان وحجارة وشكاير مملوءة بالرمل وألواح من الصلب وشباك معدنية وغير ذلك من المواد ...... وكانت عملية التثبيت ضرورية حتى تتمكن آلات الجرف من الخروج من المعديات إلى الممرات لتقوم بازاحة الطبقة الموحلة من الأرض وتصل إلى القشرة الجافة التى يمكن للدبابات والمركبات أن تسير عليها دون تعثر
رغم محاولات العدو منع انشاء وتشغيل الكبارى والمعديات ومنع فتح الممرات فى الساتر الترابى ، بالقصف المستمر من الأرض والجو على مناطق تمركز وحدات العبور وطرق تحركها ومناطق الإسقاط والممرات فقد اكتمل العمل العظيم واتم المهندسون انشاء الكبارى والمعديات فى الجيش الثانى فى فترة من ست إلى تسع ساعات مثلما كان مخططا تماما
أما فى قطاع الجيش الثالث فقد اصطدمت عملية فتح الممرات فى الساتر الترابى بجميع العوامل المعوقة من .... قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو ..... صلابة تربة الساتر الترابى .... تغيرات مناسيب مياه القناة بفعل المد والجزر ... حقيقة أن معظم هذه العوامل المعوقة كانت متوقعة إلا أن تكاتفها جميعا فى نفس الوقت ادى إلى إنشاء الكبارى فى نطاق الجيش الثالث فى نحو ست عشرة ساعة بخسارة زمنية قدرها سبع ساعات عن التخطيط الموضوع
جدير بالذكر أن معظم الكبارى أصيب واعيد أصلاحها اكثر من خمس مرات)ـ كتاب حرب رمضان
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم واجسامهم مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى . لقد أستخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا العمل ، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل
تمكن هؤلاء الرجال من فتح اكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء القتال ، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم حتى فتحوا باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها إلى ستين ممرا ، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات وإنشاء الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى امرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن هنا عمل وحدا ت المهندسين سواء لفتح الممرات إو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الامر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة عددا مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب نيران مدفعية العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح رجال المهندسين فى إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى بعد حوالى ست ساعات من بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد ثمانى ساعات من بدء الاقتحام كان المهندسون قد اتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين يوم 6 أكتوبر بعد أن حققوا حتى الساعة العاشرة والنصف مساء :ـ
ـ فتح 60 فتحة ( ممر ) فى الساتر الترابى

ـ إتمام انشاء 8 كبارى ثقيلة

ـ اتمام بناء 4 كبارى خفيفة

ـ بناء وتشغيل 30 معدية) ـ مذكرات الجمسى

ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية : ـ إن العبور العظيم الذى تم فى يوم 6 اكتوبر عام 1973 والذى عبر به العرب من مذلة الهزيمة إلى قمة النصر كان فى مرحلته الأولى عملية مهندسين بحتة ، ولولا فتح الثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية وتركيب الكبارى الثقيلة والخفيفة لعبور المدرعات والمركبات ، وإقامة كبارى الاقتحام لعبور المشاة وتجهيز وتشغيل المعديات لنقل الدبابات والأسلحة الثقيلة وتشغيل آلاف القوارب التى حملت الألوف من أفراد المشاة إلى الشاطىء الشرقى للقناة لولا كل هذه المهام التى قام بها المهندسون فى وقت واحد تقريبا وتحت سيل منهمر من نيران وقذائف وصورايخ العدو من البر والجو لما أمكن لملحمة العبور أن تتم ، ولما تيسر اقتحام قناة السويس أصعب مانع مائى فى العالم خلال ساعات معدودة وعلى طول القناة بقوة خمس فرق مشاة تتكون من 80 ألف جندى بكامل معداتهم وأسلحتهم ومركباتهم فى 12 موجة متتالية ، مستخدمين المعابر والتجهيزات التى أعدها المهندسون لهم لعبور القناة ، ولتعزيز مواقعهم على الشاطىء الشرقى لها فور وصولهم ، وكان الذين هيئوا للقوات المصرية فرصة إحراز ذلك النصر العظيم هم ضباط وجنود 35 كتيبة مهندسين من مختلف التخصصات قاموا بعمل خارق كان أشبه بالمعجزات
وقد ظل المهندسون العسكريون المصريون اكثر من خمس سنوات يبذلون جهودهم الجبارة ومحاولاتهم المتواصلة لإيجاد الحلول السليمة لمشاكل العبور الصعبة ، وقبل حلول 6 اكتوبر 1973 كانت جميع المشاكل قد حلت ، وجميع المصاعب قد ذللت وكانت أهم هذا المشكلات واعقدها ما يلى : ـ
فتح الثغرات فى الساتر الترابى

كان من واجب المهندسين الاهتداء إلى أسلوب عملى لفتح الثغرات فى الساتر الترابى الهائل الذى يمتد على طول الشاطىء الشرقى للقناة ... وقد اجريت من أجل التوصل إلى الحل المطلوب مئات التجارب واستحدثت شتى الوسائل والأساليب التى كان من ضمنها : النسف بالمفرقعات ، استعمال البلدذورات ، القصف بالطيران ، الرمى بالمدفعية والصورايخ إلا أن كل هذه التجارب فشلت فى تحقيق النتائج المطلوبة
وكانت مجموعات من الضباط المهندسين برئاسة مدير السلاح قد انهمكت فى البحث عن وسيلة عملية أخرى لحل هذه المشكلة المستعصية التى كانت تهدد عملية اقتحام قناة السويس بالتوقف التام ، وفى يونيو 1971 تقدم مدير السلاح باقتراح جديد للقيادة ، وهو استخدام طريقة التجريف بالمياه بواسطة طلمبات لفتح الثغرات فى الساتر الترابى .. وقد سبق لبعض المهندسين العسكريين مشاهدتها أثناء عملهم فى مشروع السد العالى باسوان ، إذ تمكن المهندسون السوفيت بهذه الوسيلة من إزاحة جبل رملى من متخلفات الحفر .... ولكن الطلمبات السوفيتية لم تكن لتصلح للاستخدام فى مسرح العمليات بالقناة لضخامة حجمها وثقل وزنها وتعذر نقلها إلى الشاطىء الآخر ، لذا نبتت فكرة استخدام طلمبات مياه خفيفة الوزن قوية الدفع
وقام المهندسون بعمل تجربة لاختبار الأسلوب الجديد الذى اقترحوه واستخدموا فيه ثلاث مضخات مياة صغيرة إنجليزية الصنع ، وكللت التجربة بالنجاح ، وكان واضحا انه كلما زاد ضغط المياه زاد تهايل الرمال وبالتالى سرعة فتح الثغرة ، وبعد عدة تجارب اتضح أن كل متر مكعب من المياه يزيح مترا مكعبا من الرمال وأن العدد المثالى لكل ثغرة هو خمس مضخات
وبناء على ذلك تقرر منذ منتصف عام 1971 أن يكون أسلوب المهندسين فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى هو أسلوب التجريف وتقرر على أثر ذلك شراء 300 مضخة مياه إنجليزية الصنع ..... وصلت عامى 1971 ، 1972 .... وفى أوائل عام 1972 تقرر شراء 150 مضخة أخرى ألمانية الصنع من شركة ألمانية بجوار مدينة كولون بألمانيا الغربية نظرا لأنها أكثر قوة من المضخة الأنجليزية ، وبتخصيص ثلاث مضخات إنجليزية ومضختين ألمانيتين لكل ثغرة ، ثبت أنه من الممكن إزاحة 1500 متر مكعب من الأتربة خلال ساعتين وبعدد من الأفراد يتراوح ما بين 10 ـ 15 فردا
وكان ذلك حلا عمليا وسهلا وتم عن طريقه تلافى جميع عيوب الطرق السابقة وما يثير الدهشة أنه رغم إجراء عشرات التجارب على أسلوب فتح الثغرات بطريقة التجريف فإن الأسرائيليين لم يفطنوا إلى أن المهندسين المصريين قد توصلوا إلى هذا الأسلوب الجديد فى فتح الثغرات ، وفوجئوا به مفاجأة تامة يوم 6 أكتوبر1973

إنشاء المعديات والكبارى

لم يكن لدى سلاح المهندسين عقب حرب يونيو 1967 سوى عدد محدود من الكبارى السوفيتية الصنع وهى الكبارى الثقيلة من طراز تى بى بى لعبور الدبابات وجرارات المدافع والصورايخ والكبارى الخفيفة ال بى بى لعبور المركبات الخفيفة الحركة ، وكانت هذه الكبارى بنوعيها من الطراز القديم الذى سبق استخدامه فى الحرب العالمية الثانية والتى يستغرق تركيبها ما لا يقل عن خمس ساعات ، ولم يحاول السوفيت إمداد سلاح المهندسين بالكبارى البرمائية الحديثة التى لا يستغرق تركيبها أكثر من ساعة ونصف الساعة ولم تكن كمية الكبارى التى فى حوزة سلاح المهندسين تزيد على نصف الكمية اللازمة لعبور الجيشين الثانى والثالث
ولكن مخازنه كانت تضم عددا من الكبارى الإنجليزية الصنع من طراز بيلى سبق الاستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية بقناة السويس عقب العدوان الثلاثى عام 1956 ونظر لأنها كانت مصممة للاستخدام فى الخطوط الخلفية وكان تركيب الكوبرى الواحد منها يستغرق 24 ساعة لذلك لم يكن فى الإمكان من الناحية التكتيكية استخدامها فى عملية عبور القناة
وعلى أثر دراسات تمت على أعلى مستوى من الفكر الهندسى أمكن تحويل كبارى البيلى الإنجليزية الثقيلة إلى كبارى اقتحام لا يستغرق تركيبها أكثر من بضع ساعات ..... ونتيجة لذلك أصبحت الكبارى التى يمتلكها سلاح المهندسين يتكون ثلثها من طراز سوفيتى الصنع ، وثلثها من طراز إنجليزى الصنع ، فى حين كان الثلث الآخر صناعة مصرية خالصة
وكانت المعديات مصممة للانتقال ما بين الشاطئين عن طريق جرها باللنشات .. وكانت المعديات مخصصة كى تستخدم فى نقل الدبابات والأسلحة الثقيلة ذات الأسبقية الأولى إلى الشاطىء الشرقى للقناة بعد اتمام فتح الثغرات فى الساتر الترابى وقبل ساعتين من موعد البدء فى تشغيل الكبارى ، وبعد اتمام تشغيل الكبارى كانت المعديات مصممة كوسيلة معاونة تبادلية لها
تجهيزات إشعال القناة بالنابالم

فى خلال شهر يوينو 71 أى بعد ثلاثة أشهر فقط من إجراء التجربة الإسرائيلية فى حصن الدفرسوار لإشعال مياة القناة أجرى المهندسون المصريون عدة تجارب للاهتداء إلى الطريقة العملية لمقاومة النيران المشتعلة ، وذلك فى المكان المحدد لاجراء التجارب فى فرع دمياط ، وقد استخدمت طريقة مقاومة جزر النيران المشتعلة فى المياه بضربها بسعف النخيل لتقسيمها إلى عدة جزر صغيرة ، وتتكرر العملية عدة مرات حتى يتلاشى اللهب من القناة ، وعندما اتضح فشل هذا الأسلوب تقدم أحد المهندسين باقتراح جديد وهو استبدال القوارب التى تقترب من النيران والقابلة للاشتعال بمركبات برمائية ، وأن يستبدل سعف النخيل بمواد كيمائية يمكن إطفاء الحريق
ولكن هذا الأسلوب لم توافق عليه القيادة العامة وكان الحل الذى وافق عليه الفريق أول احمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة هو ضرورة إغلاق فتحات الخراطيم التى تصب السائل الملتهب فى القناة قبل بدء العمليات سدا محكما ، وضرب الخزانات المليئة بالنابلم خلف الساتر الترابى بنيران المدفعية أثناء فترة تحضيرات المدفعية .... وقد استمرت الجيوش الميدانية المصرية نحو عامين فى مراقبة هذا النظام الإشعالى بدقة وانتظام ، ودفعت لهذا الغرض عشرات من دوريات الاستطلاع إلى الشاطىء الشرقى للقناة
ووفقا للمراجع الإسرائيلية وتقارير المخابرات المصرية لم يكن قد انشىء من هذه التجهيزات سوى مجموعتين فقط فى حصون بارليف إحداهما فى النقطة القوية التى اسمها الكودى هيزايون فى منطقة الفردان والثانية فى النقطة القوية التى اسمها الكودى متسميد فى منطقة الدفرسوار
وعندما بدأت المعركة وفوجىء الإسرائيليين بالهجوم المصرى إلى الحد الذى جعل احد المهندسيين الإسرائيليين شيمون تال الذى ارسل لإصلاح تجهيزات إشعال اللهب فى القناة يفاجأ بقصف المدفعية ثم برجال الصاعقة المصريين يقفون فوق راسه حيث وقع فى الآسر

الحرب يوم 6أكتوبر 1973




[b]عبرت 220 طائرة مصرية الساعة 2.05 ظهرا يوم السادس من اكتوبر قناة السويس على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء وقد حققت هذه الضربة هدفها بنجاح وخسرت مصر 11 طائرة فقط منها طائرة بقيادة عاطف السادات أخو الرئيس الراحل أنور السادات[/b]

الضربة الجوية الأولى

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته (ففى الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم السادس من أكتوبر عبرت الطائرات المصرية خط جبهة قناة السويس متجهة إلى عدة أهداف إسرائيلية محددة فى سيناء . وأحدث عبور قواتنا الجوية خط القناة بهذا الحشد الكبير ، وهى تطير على ارتفاع منخفض جدا ، أثره الكبير على قواتنا البرية بالجبهة وعلى قوات العدو . فقد التهبت مشاعر قوات الجبهة بالحماس والثقة بينما دب الذعر والهلع فى نفوس أفراد العدو
هاجمت طائراتنا ثلاث قواعد ومطارات ، وعشرة مواقع صواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك ، وثلاثة مراكز قيادة ، وعدد من محطات الرادار ومرابض المدفعية بعيدة المدى . وكانت مهاجمة جميع الأهداف المعادية فى سيناء تتم فى وقت واحد ، بعد أن أقلعت الطائرات من المطارات والقواعد الجوية المختلفة وتطير على ارتفاعات منخفضة جدا فى خطوط طيران مختلفة لتصل كلها إلى أهدافها فى الوقت المحدد لها تماما
كانت قلوبنا فى مركز عمليات القوات المسلحة تتجه إلى القوات الجوية ننتظر منها نتائج الضربة الجوية الأولى ، وننتظر عودة الطائرات إلى قواعدها لتكون مستعدة للمهام التالية . كما كان دعاؤنا للطيارين بالتوفيق ، وان تكون خسائرهم أقل ما يمكن ، أن مثل هذه الضربة الجوية بهذا العدد الكبير من الطائرات ضد أهداف هامة للعدو تحت حماية الدفاع الجوى المعادى ، ينتظر ان يترتب عليها خسائر كثيرة فى الطيارين والطائرات يصعب تعويضها
لقدد حققت قواتنا الجوية بقيادة اللواء طيار محمد حسنى مبارك ـ رئيس الجمهورية الحالى ـ نجاحا كبيرا فى توجيه هذه الضربة ، وما حققته فيها من نتائج بأقل الخسائر التى وصلت فى الطائرات إلى خمس طائرات فقط ، وهى نسبة من الخسائر أقل جدا مما توقعه الكثيرون ....) ـ مذكرات الجمسى
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( وفى الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 6 أكتوبر دعا اللواء محمد حسنى مبارك قادة القوات الجوية إلى اجتماع عاجل فى مقر قيادته وألقى عليهم التلقين النهائى لمهمة الطيران المصرى ، وطلب منهم التوجه إلى مركز العمليات الرئيسى كى يأخذ كل منهم مكانه هناك استعداد لتنفيذ الضربة الجوية المنتظرة التى كان نجاحها يعنى نجاح خطة المفاجأة المصرية وبدء معركة التحرير . وفى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر أنطلقت أكثر من 200 طائرة مصرية من 20 مطارا وقاعدة جوية فى مختلف أرجاء انحاء الجمهورية . وعن طريق الترتيبات الدقيقة والحسابات المحكمة التى أجرتها قيادة القوات الجوية تم لهذا العدد الضخم من الطائرات عبور خط المواجهة على القناة فى لحظة واحدة على ارتفاعات منخفضة جدا ، وكانت أسراب المقاتلات القاذفة والقاذفات المتوسطة تطير فى حماية أسراب المقاتلات ، وقد استخدمت فى الضربة التى تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية فى عمق سيناء طائرات طراز ميج 17 وميج 21 وسوخوى 7 وسوخوى 20 ، وفى الساعة الثانية وعشرين دقيقة عادت الطائرات المصرية بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة تم الأتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوى من حيث الوقت والإرتفاع
هذا وقد نجحت الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها بنسبة 90 % ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية ، وكانت نتائج الضربة وفقا لما ورد فى المراجع الموثوق بصدقها هى شل ثلاثة ممرات رئيسية فى مطارى المليز وبير تمادا بالأضافة إلى ثلاث ممرات فرعية وإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعى مدفعية ميدان ، وتدمير مركز القيادة الرئيسى فى أم مرجم ومركز الأعاقة والشوشرة فى أم خشيب وتدمير إسكات عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار
وقد أشتركت بعض القاذفات التكتيكية ( إل 28 ) فى الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست الإسرائيلى ( من حصون بارليف ، ويقع على الضفة الرملية شرق مدينة بور فؤاد )ـ
وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم السادس من أكتوبر قبل الغروب ، ولكن نظرا لنجاح الضربة الأول فى تحقيق كل المهام التى أسندت إلى القوات الجوية لذا قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية
وقد اضطرت القيادة الإسرائيلية الجنوبية فى سيناء إلى استخدام مركز القيادة الخلفى بعد ضرب المركز الرئيسى فى أم مرجم ، كما أصبح مركز الأعاقة والشوشرة فى العريش هو المركز الوحيد المتبقى لإسرائيل فى سيناء بعد تدمير مركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب) ـ جمال حماد


ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وقامت تشكيلاتنا الجوية بالإنطلاق شرقا فى توقيت واحد . نحو اهدافها المنتخبة بحذق ومهارة بالغة .. لكل تشكيل جوى هدفه الذى يتعين عليه أن يدمره . وأهدافه التبادلية للطوارىء ولكل تشكيل جوى وجهته المحددة ، وسرعته وارتفاعه
ـ مطارات المليز وتمادا ورأس نصرانى تحولت إلى حطام
ـ عشرة مواقع صواريخ أرض جو طراز هوك صارت هباء
ـ مواقع مدفعية بعيدة المدى حاق بهم الدمار
ـ ثلاثة مواقع رادار ومراكز توجيه وإنذار صمتت إلى الأبد
ـ محطتا ام خشيب وأم مرجم للأعاقة والشوشرة فى سيناء أمستا شعلة نيران
ـ ثلاثة مناطق شئون إدارية راحت على العدو
ـ النقطة القوية شرق بور فؤاد سحقها طيارونا البواسل)ـ
ويقول الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية الحالى وقائد الطيران خلال حرب 1973 فى حوار مع التليفزيون المصرى ببرنامج صباح الخير يا مصر والذى تم نشره بجريدة الأهرام بتاريخ 17 أكتوبر 1998 بمناسبة مرور 25 عاما على نصر أكتوبر ( سؤال من مقدم البرنامج التلفزيونى : ما هى ذكرياتك عن مركز القيادة الرئيسى للقوات الجوية والذى أدرت منه الضربة الجوية الأولى وعمليات القوات الجوية خلال الحرب
يقول الرئيس محمد حسنى مبارك : دخلت غرفة العمليات الساعة 12 ظهرا يوم السادس من أكتوبر . كنت قد استيقظت فى الموعد المعتاد وحرصت على آلا أقوم بشىء غير عادى .. أننى عادة ما أغادر منزلى 7.15 أو 7.30 صباحا لأكون مبكرا فى مكتبى .. يومها تعمدت أحضر إلى المكتب الساعة 8 صباحا ووقفت أمام المكتب مع رئيس الأركان اللواء نبيل المسيرى ورئيس شعبة العمليات صلاح المناوى وكنا نتحدث خارج الغرف .. وكان من المفروض ان يتجه اللواء المسيرى إلى إنشاص لكى يشرف على حماية الطائرات المقاتلة القاذفة بواسطة الميج 21 الموجودة فى مطار أنشاص . . وأما اللواء المناوى فقد حضر لكى يتابع التحركات ويتابع الأنشطة وتعمدت الأ أذهب مبكرا إلى مركز القيادة فجئت إليه الساعة 12 ظهرا ... ولماذا فى هذا التوقيت؟ ذلك لأن الطلعات الجوية ستبدأ الساعة 1.20 خاصة القادمة من مكان بعيد ( قاذفة الصواريخ ) جئت فى ذلك الموعد لكى أتعرف على الموقف على الخريطة .. ما هو النشاط الجوى الذى عندنا والذى عندهم .. والحقيقة أننى عندما حضرت لم اجد نشاطا عندنا فى الطيران وطبعا خشيت من ذلك . وقلت لو لم تكن هناك هناك الان طلعات للطيران فقد يكون تسرب لإسرائيل أن مصر ستعمل شيئا ... والواقع أنى تشاجرت مع قادة التشكيلات وطلبت أن يطلع الطيران لعمل أى نشاط كل طيار يجهز طائرته من أجل الطلعة الجوية وفعلا كل قائد جوى طلع طيارتين بعد 10 دقائق فى الجو .. وهكذا بقيت متابعا حتى الساعة 1.15 تقريبا وكان فيه نشاط للإسرائيليين ( طيارة تطلع تدور وتهبط ) وفى الساعة 1.20 بدأت الطائرات القاذفة طلعاتها . وجرى تأمين هذه التحركات وفقا لما هو متبع لدينا وكان ذلك بترتيب دقيق مع كل الأسلحة الأخرى ( الصواريخ والمدفعيات المضادة .. ) وتابع اللواء صلاح المناوى هذا الوضع وجميع الطائرات طلعت بدون ادنى اتصال لاسلكى لتجنب اى تصنت وبالاتفاق على اشارات معينة وفى الساعة 2 ظهرا كانت الطائرات تعبر القنال وبدأت العمليات .. ومن هذا المكان تابعت بداية الطلعات وشعرت بقلق بالطبع فى أول الأمر وعادت الطائرات من مهامها وكان يهمنى آنذاك معرفة نتيجة الموقف وأخبرونى من القواعد أن وقتها 11 طيارة أصيبت على ما اتذكر وبدأت اشعر بثقة متزايدة ... يومها اتصلت تليفونيا بمركز عمليات القوات المسلحة حيث كان الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل يرحمهما الله وكذلك رئيس اركان العمليات ولم تكن المعلومات وصلتهم بالطبع لأنها تأتى أساسا منا ، وأبلغت المشير بما حدث وبالخسائر وكان من الذين استشهدوا شقيق الرئيس السادات (عاطف السادات) وطلبت من المشير آلا يبلغ الرئيس السادات بخبر استشهاد اخيه وهنئنى ووافقنى على الا يخبر السادات بنبأ استشهاد شقيقه وأبلغوا السادات بأن الضربة نجحت وشعرت أنهم فرحوا بصورة غير معقولة وقال السادات : مبروك يا أولاد حننتصر
سؤال : هل كنتم متوقعين نسبة أصابة معينة فى الطائرات ؟
يقول الرئيس حسنى مبارك : ـ كان الروس قد حسبوها لنا وقالوا لن تكفى الضربة الأولى وسنخسر 25 % فيها أى حوالى 60 طائرة وأنه فى الضربة الثانية سيكون الدفاع الجوى الإسرائيلى قد استيقظ ومن ثم سنخسر 33 % ومعنى هذا لن يتبقى لدينا طيران نهاجم به ولكن ما حدث أن الضربة الأولى أدت المهمة ولم تكن هناك أهداف أخرى بعدها يتعين ضربها
[b]فى نفس الوقت قام أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة على طول الجبهة بقصف مواقع الجيش الاسرائيلى على الجبهة الشرقية لقناة السويس ـ سيناء ـ واستمر القصف 53 دقيقة
[/b]
القصف المدفعى
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( فى نفس الوقت الذى كانت قواتنا الجوية تهاجم أهدافها فى عمق سيناء ، كان هناك أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة من مختلف الأعيرة ومجموعة من الصواريخ التكتيكية أرض ـ أرض تفتح نيرانها ضد الأهداف الإسرائيلية فى حصون بارليف وما خلف هذا الخط من مواقع دفاعية ومواقع المدفعية ، واستمر القصف لمدة 53 دقيقة وكان معدل قصف النيران شديدا بحيث سقط على المواقع الإسرائيلية فى الدقيقة الأولى 10500 دانة مدفعية بمعدل 175 دانة فى الثانية الواحدة ) ـ مذكرات الجمسى
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( وفى الساعة الثانية وخمس دقائق بدأت 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية أرض ـ أرض التمهيد النيرانى الذى يعد واحدا من أكبر عمليات التمهيد النيرانى فى التاريخ وقد قام بالتخطيط له اللواء محمد سعيد الماحى قائد المدفعية ، وأشتركت فيه 135 كتيبة مدفعية وعدة مئات من مدافع الضرب المباشر ، كانت تتبع العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثانى والعميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث .... وفى الساعة الثانية وعشرين دقيقة كانت المدفعية المصرية قد اتمت القصفة الأولى من التمهيد النيرانى التى استغرقت 15 دقيقة والتى تركزت على جميع الأهداف المعادية التى على الشاطىء الشرقى للقناة إلى عمق يتراوح بين كيلومتر واحد وكيلو متر ونصف فى اتجاه الشرق وفى اللحظة التى تم فيها رفع نيران المدفعية لتبدأ القصفة الثانية لمدة 22 دقيقة على الأهداف المعادية إلى عمق يترواح ما بين 1.5 و 3 كم من الشاطىء الشرقى للقناة ، فى هذه اللحظة بدأ عبور الموجات الأولى فى القوارب الخشبية والمطاطية ) ـ جمال حماد
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وتوالت البلاغات عن مدى تأثير النيران ، والخسائر التى أحدثتها بالعدو ، وعن نجاح المدفعية فى فتح جميع الثغرات المخططة فى موانع الأسلاك الشائكة والألغام ، على الميل الأمامى للساتر الترابى وحول النقط القوية والحصون والقلاع المعادية
وفى الساعة 1420 بدأت الموجة الأولى لقواتنا فى عبور القناة ، ومعها أسلحتها الخفيفة .. ورافق المشاة فى اقتحامها ضباط ملاحظة المدفعية ووحدات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وفى نفس اللحظة كانت صواريخنا التكتيكية تشق عنان السماء بأمر مركزى من مدير المدفعية لتصيب أهدافها فى عمق سيناء وتحيلها إلى دمار ... وكانت تلك أول ضربة بالصواريخ التكتيكية فى تاريخ الشرق الأوسط
لقد نفذ التمهيد النيرانى كما خطط له بالضبط .. وكانت نتائجه أكثر مما نأمل .... إلى درجة أنه لم تتمكن دبابة معادية واحدة من صعود الساتر الترابى واحتلال المصاطب المجهزة به لتوقف عبور قواتنا
واستمرت نيران المدفعية تزحف أمام القوات الأخرى التى تابعت توسيع رؤس الكبارى ، وذلك بفضل ضباط ملاحظة المدفعية الذين عبروا مع الموجات الأولى لقواتنا ، وكذا جماعات ملاحظة المدفعية التى كانت تعمل خلف خطوط العدو والتى انتشرت مع بداية المعركة على طول مواجهة وعمق العدو ، لإدارة نيران المدفعية على أبعد مدى ممكن)ـ كتاب حرب رمضان
[b]فى نفس الوقت ايضا قامت قوات الجيش الثانى المصرى بقيادة اللواء سعد الدين مأمون وقوات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل بعبور القناة على دفعات متتالية على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية
[/b]
عبور الجيش المصرى قناة السويس
يقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وفى الساعة 1420 بدأت الموجات الأولى لخمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد فى اقتحام قناة السويس ، مستخدمة حوالى ألف قارب اقتحام مطاط ، وبعد عدة دقائق وضع ثمانية آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية وهم يهللون بملء حناجرهم .. الله أكبر .. وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع ، واقتحام دفاعات العدو الحصينة ، وهم يحملون أسلحتهم الشخصية ، والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات
وفى اقل من ست ساعات .. وبالدقة فى الساعة 1930 أتمت الفرق الخمس مشاة وقوات قطاع بورسعيد أقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كيلومترا ، بقوة 80 ألف جندى من أعز ابناء مصر وذلك باستخدام قوارب الاقتحام المطاط ، ووسائل العبور والاقتحام الأخرى فى 12 موجة متتالية .. واتمت الاستيلاء على 15 نقطة قوية للعدو ، واكملت حصار باقى النقط القوية ، كما تمكنت قواتنا من الاستيلاء على رءوس الكبارى بعمق 2 إلى 4 كيلومتر
وهكذا دمرت قواتنا المسلحة فى أقل من ست ساعات خط بارليف الدفاعى وحطمت حصونه التى استمر العدو يتغنى بها كل السنوات الماضية
وقبل آخر ضوء كانت أعداد كبيرة من طائرات الهليوكوبتر قد أفرغت حمولتها من رجال الصاعقة فى عمق سيناء شمالا وجنوبا ...... ففى الشمال قاتل رجال الصاعقة فى مواجهة الجيشين الثانى والثالث فى عمق سيناء قتالا مستميمتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التى حاولت الاقتراب لاجهاض عملية عبور قواتنا ... بل وألقوا بانفسهم فى طريق تقدم العدو ، وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كى تنفجر فوق أجسامهم مدرعات العدو ... ونستبق الحوادث قليلا لنذكر كيف أن وحدة من الصاعقة ظلت تتمسك بمضيق سدر من يوم 6 إلى يوم 22 اكتوبر فحرمت بذلك العدو من اجتياز هذا المضيق لمدة 16 يوما ، حتى جاءها الأمر بالارتداد فعادت لتنضم إلى باقى قوات الجيش الثالث)ـ كتاب حرب رمضان
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( ومن الملامح البارزة فى قتال هذا اليوم ـ وطول مدة الحرب ـ أن القادة كانوا يضربون القدوة والمثل لرجالهم ، يتقدمون جنودهم ، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية ، ويستشهدون بينهم ..... و يكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى ، وأن قادة الكتائب قد عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال ، وعبر قادة اللوءات خلال 45 دقيقة ، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب . ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل ، إلا أن الأصرار على تنفيذ المهام كان يتطلب منهم ذلك وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح
كان من أصعب المواقف التى تواجه المشاة ، هى الفترة الحرجة التى كان عليهم أن يقاتلوا دبابات العدو لمدة 6 إلى 8 ساعات حتى تنضم إليهم الإسلحة الثقيلة من الدبابات والأسلحة الأخرى بعد عبورها على المعديات والكبارى وقد تطول المدة إذا تاخر انشاء بعض المعابر او تعطل تشغيلها
إن قتال المشاة ضد الدبابات هو قتال غير تقليدى يتطلب مهارة وشجاعة كبيرة وكان امام المشاة بعد ظهر ذلك اليوم بالجبهة 300 دبابة إسرائيلية موزعة على طول الجبهة .... وقد تمكنت قوات المشاة والصاعقة من تدمير 100 دبابة بمعاونة من نيران المدفعية الموجودة على الضفة الغربية للقناة) ـ مذكرات الجمسى
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( وفى الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قامت طلائع القوات التى عبرت القناة برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطىء الشرقى للقناة معلنة بدء تحرير الأرض السليبة ، واستمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل موجة واخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاق الأطقم المخصصة للتجديف فى القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياه بداخلها ...... وقد أدى عدم انتظام تدفق موجات العبور إلى اللجوء إلى المرونة وعدم التقيد بتسلسل العبور ...... ولذا اعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادة للدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال .. مع استخدام بعض الناقلات البرمائية من طراز كيه 61 حمولة 3 أطنان لنقل الألغام
وحتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة ... واشتد ضغط أفراد المشاة المصريين على حصون خط بارليف ونقطه القوية وكان الحصن المقام عند علامة الكيلومتر 19 جنوب بورسعيد ـ حصن لاهتزانيت ـ هو أول الحصون التى سقطت وكان ذلك فى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ، وتوالى بعد ذلك سقوط باقى الحصون
وفى حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء أى قبل الغروب تم ابرار 4 كتائب صاعقة بواسطة الهيليكوبتر التى كانت تطير على ارتفاع منخفض فى عمق العدو فى أماكن متفرقة داخل سيناء . ونظرا لخروج هذه الطائرات عن نطاق مظلة الصواريخ المصرية غرب القناة فقد استطاع العدو اسقاط عدد منها بحمولتها البشرية) ـ جمال حماد

وثائق إسرائيلية سرية تكشف: عمق إسرائيل كان في مرمى صواريخ المصريين في الحرب شاطرالمزيد!

مُساهمة من طرف الحاج أبوشيماء في الخميس 03 أكتوبر 2013, 6:45 am

عد دقائق قليلة من بدء إطلاق النار فى 6 أكتوبر 1973، رصدت رادارات سلاح الجو الإسرائيلى هدفا استثنائيا يتحرك بسرعة باتجاه وسط إسرائيل. وتلقى الطيار الإسرائيلى إيتان كرمى أمرا عاجلا ومفاجئا بأن يغير مهمته ويتوجه بطائرته الميراج من الجنوب إلى الغرب، باتجاه الهدف الجديد.
وقال كرمى لصحيفة يديعوت أحرونوت لاحقا إنه اعتقد فى البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية، ولكنه عندما اقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لا يوجد طيار، وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز «توبوليف تو-16» باتجاه مدينة تل أبيب. فاقترب الطيار الإسرائيلى من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر منه ثم بدأ بإطلاق النار عليه، حتى سقطت أجزاؤه فى البحر.بعد 3 أيام من القتال، وتحديدا فى 9 أكتوبر 1973، بدأ سلاح الجو الإسرائيلى فى سلسلة غارات على العمق السورى فى دمشق، للضغط على قيادات النظام السورى. وعلى الرغم من أن هجوما كهذا كان مطلوبا أيضا على مصر للضغط على الرئيس محمد أنور السادات، لم تبادر إسرائيل إلى ضرب العمق المصرى، فلماذا حدث ذلك؟.وهناك بحث جديد سيتم نشره قريبا، كتبه كل من الدكتور ديما أدامسكى، رئيس إدارة المتميزين فى الاستراتيجية، وهو محاضر كبير فى مركز هرتزليا متعدد المجالات، والبروفيسور أورى بار يوسف الباحث المتخصص فى حرب أكتوبر 1973، يتناول التداعيات الاستراتيجية للمواجهة بين القوى العظمى فى حرب أكتوبر.ويكشف البحث جانبا من أزمة الصواريخ الباليستية النووية التى حدثت فى ذروة القتال. ويعتمد البحث على مصادر سوفييتية وأمريكية ووثائق الاستخبارات المركزية الأمريكية، ومقابلات مع شخصيات محورية فى هذا الموضوع، من بينهم عسكريون سوفييت كانوا مسؤولين عن تشغيل وحدة صواريخ سكود فى مصر.ويستعرض البحث أسباب الدراما التى حدثت خلف الكواليس، والتى تضمنت رفع درجة الاستعداد القصوى والاستثنائية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب ما بدا أنه قراءة خاطئة من أجهزة رادار ياخت متنكر فى قلب البحر.لا يمكن الحديث عن فشل الاستخبارات الإسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973 بدون تناول الفشل الإسرائيلى فى إدراك الأهمية الخطيرة الكامنة فى صواريخ «أرض- أرض» من طراز سكود، التى وصلت مصر فى مطلع شهر أغسطس 1973. وتشير الوثائق إلى أن الفشل الإسرائيلى هنا كالعادة، لم يكن فشلا فى جمع المعلومات الاستخباراتية، فإسرائيل تقول إن أشرف مروان أخبر الموساد الإسرائيلى منذ البداية بتوقيع اتفاق بين مصر والاتحاد السوفييتى لشراء هذه الصواريخ، وقام مسؤولو الموساد بإبلاغ هذه المعلومات الخطيرة إلى قادة إسرائيل، مضافا عليها معلومات عن وصول الصواريخ إلى مصر، والتدريبات التى تلقاها المصريون لتشغيل صواريخ سكود. ولكن مسؤولو الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) لم يدركوا أن وصول هذه الصواريخ إلى مصر جعل من السهل على السادات الخروج إلى الحرب، لأنها منحته قدرة الردع اللازمة لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلى ومنعه من ضرب العمق المصرى.وطلب السادات من السوفييت صواريخ طويلة المدة تكون قادرة على ضرب العمق الإسرائيلى. وفى مطلع أغسطس 1973 وصلت إلى مصر شحنة من صواريخ سكود، وفريق من العسكريين السوفييت لتشغيلها، ومترجم سوفييتى يتحدث العربية. وكان هذا الفريق يتلقى أوامره المباشرة من القيادة السياسية للاتحاد السوفييتى. وكان وصول الصواريخ إلى مصر أمرا مفاجئا جدا لقادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذين لم يكونوا يتوقعون أبدا أن يستجيب الاتحاد السوفييتى لمطالب مصر وبهذه السرعة.لم يكن الفشل الاستخباراتى مقصورا فقط على إسرائيل، فقد فوجئ الأمريكيون أيضا بشدة من وصول صواريخ سكود إلى مصر.خلال الوقت القصير الذى سبق اندلاع الحرب فى أكتوبر 73، حاول الجيش الإسرائيلى دراسة هذا الموضوع. وأصدرت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقريرا استخباراتيا عن صواريخ سكود، ولكن دون أن تتطرق إلى تداعياته وتأثيراته على ميدان الحرب.ويقول أدامسكى: «إن صواريخ سكود منظومة متطورة كانت مصر أول من يحصل عليها ويدخلها إلى الشرق الأوسط. ولكن الاستطلاع الذى قدمته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كان فنيا تقنيا فقط، يتناول الميكانيكا ولم يتطرق إلى أهميته العسكرية.بحسب الوثائق الإسرائيلية، كانت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقول إن صواريخ سكود لن تدخل الخدمة الفعلية فى الجيش المصرى قبل مطلع عام 1974، وأنها لا تستطيع تحديد المسؤول عن تشغيل وحدة الصواريخ، هل هم السوفييت أم المصريون؟ كما تم تخمين مدى الصواريخ، دون معرفتها بدقة. وذكرت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن كل هدف فى إسرائيل من منطقة ناتانيا وما تلاه باتجاه الجنوب سيدخل فى نطاق صواريخ سكود المصرية.وتدافع إسرائيل مجددا عن نفسها، فتقول إن الفشل الاستخباراتى فى هذا الموضوع لم يكن مقصورا على إسرائيل أيضا، فقد كان الفشل مشابها لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأجهزة استخباراتية غربية أخرى، لأنها لم تكن تملك معلومات كافية عن صواريخ سكود، ولذلك لم يكن ممكنا توفير معلومات دقيقة عن عملياته والأثر الذى يمكن أن يحدثه.جاء اندلاع حرب أكتوبر فى وقت لم تكن إسرائيل مستعدة فيه لخوض القتال.ويقول الإسرائيليون إن ما عبر عن كارثة أول يومين من القتال هو القول المنسوب لوزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان، الذى أكد فيه أن الهيكل الثالث فى خطر، فى إشارة إلى أن إسرائيل تواجه خطر الزوال على يد القوات المصرية. وكشفت مصادر غربية طوال السنوات الماضية أن موشيه ديان طرح استخدام السلاح النووى، وأن إسرائيل حرصت على إرسال إشارة موجهة إلى المخابرات الأمريكية، تفيد بأن إسرائيل تفكر جديا فى استخدام السلاح النووى إذا لم يصلها جسر جوى من المساعدات العسكرية العاجلة من الولايات المتحدة.ويقول أدامسكى وبار يوسف فى البحث الجديد أنهما لم يجدا أى أساس أو وثائق تثبت صحة هذا الكلام الذى دار حول استعداد إسرائيل لإطلاق صواريخ «أريحا» المرتبطة والموجهة جيدا بالأقمار الصناعية الاستخباراتية الأمريكية.كانت إسرائيل قلقة للغاية من وجود صواريخ سكود بأيدى المصريين. ولم تكن هناك أى حلول عملية لمواجهة هذه الصواريخ طويلة المدى، ولذلك بادر موشيه ديان فى اجتماع عقد صباح يوم 6 أكتوبر، قبل ساعات من اندلاع الحرب، إلى إصدار أمر إلى وحدات الدفاع الجوى بالاستعداد لاحتمال إطلاق صواريخ سكود على تل أبيب.وكان الإسرائيليون عاجزين عن تقدير أثر هذا الصاروخ بدقة، ولكنهم كانوا يعتقدون أن صاروخا يحمل رأسا متفجرا يزن نصف طن سيحدث تدميرا وخرابا كبيرا، خاصة إذا تم إطلاقه على قلب مدينة سكنية.

وتم طرح أمر صواريخ سكود مرة ثانية يوم 8 أكتوبر. ففى الجيش الإسرائيلى بدأوا يبحثون إمكانية توجيه ضربات فى العمقين المصرى والسورى لإضعاف قواتهما على الجبهتين. وقبل شن هجوم إسرائيلى على مقر قيادة أركان الجيش الإسرائيلى فى دمشق، توجهت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بسؤال إلى وزير دفاعها ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى: هل يمكن أن ترد مصر بضرب العمق الإسرائيلى إذا ضربنا العمق السورى؟. وجاء رد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن احتمال حدوث ذلك ضعيف، لأن الصواريخ لم تدخل الخدمة بعد فى الجيش المصرى.تم التصديق على الهجوم الإسرائيلى وتنفيذه بنجاح على سوريا. وفى اليوم التالى، بينما تدور المباحثات حول أوضاع الجبهة المصرية، تغيرت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. فيقول أدامسكى: «فى يوم واحد فقط تغيرت صورة الوضع تماما، ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إيلى زعيرا بات يعتقد أن السوفييت سيستخدمون صواريخ سكود عند الضرورة».فى الليلة الفاصلة بين 12 و13 أكتوبر 1973، رصدت الاستخبارات الإسرائيلية تحركات غريبة على الأرض. واتضح أن السوفييت يتحركون لإعادة نشر منصات صواريخ سكود فى منطقة بورسعيد، الأمر الذى أثار انزعاجا شديدا لدى قادة الجيش الإسرائيلى. فقد جاء تحريك الصواريخ ليزيد من مداها فى العمق الإسرائيلى. وكانت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قبل ذلك تقدر بأن مدى صواريخ سكود يغطى من منطقة ناتانيا وما تلاها باتجاه الجنوب الإسرائيلى. وزاد القلق الإسرائيلى حتى وصل إلى درجة رهيبة من المبالغة. ووفقا للتقديرات الجديدة آنذاك، أصبحت معامل تكرير البترول الإسرائيلى فى حيفا فى خطر. وقائمة الأهداف التى قدمتها قيادة أركان الجيش الإسرائيلى لوزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان تضاءلت أكثر وأكثر بسبب هذه المعلومات الجديدة. وتراجع الجيش الإسرائيلى عن مهاجمة العمق المصرى، وأصبح ضرب أهداف فى القاهرة خيارا غير مطروح بسبب سلاح الردع المصرى. وبدلا من ضرب أهداف استراتيجية فى القاهرة، أشار قادة الجيش الإسرائيلى إلى إمكانية ضرب منشآت اقتصادية، ولكنهم احتاروا أيضا وترددوا فى ضربها خوفا من الرد المصرى.فى 16 اكتوبر ألقى السادات خطابا فى مجلس الشعب، ووقف إلى جانبه رئيس الوزراء السوفييتى أليكسى كوسيجين (الذى تولى رئاسة الحكومة السوفييتية من عام 1964 إلى 1980). وقال السادات فى هذا الخطاب بوضوح إن كل اعتداء إسرائيلى على العمق المصرى سيتم الرد عليه بضربة مصرية للعمق الإسرائيلى، بعد أن أعلن صواريخ «ظافر» المصرية باتت على قواعدها فى بورسعيد بانتظار إشارة للانطلاق إلى أعماق أعماق إسرائيل، مرددا مقولته الشهيرة: «العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق». ولكنهم فى إسرائيل كانوا يعلمون أن السادات لا يتحدث عن صواريخ «ظافر» المصرية، وإنما كان يتحدث عن صواريخ سكود السوفييتية. ويوضح أدامسكى أن حقيقة وقوف كوسيجين إلى جانب السادات أثناء إلقاء هذه الكلمة أكد التقديرات الإسرائيلية بأن الاتحاد السوفييتى منح مصر ضوءا أخضر للرد بإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلى. ويقول: «فى تلك اللحظة، تم استبعاد فكرة ضرب العمق المصرى تماما حتى انتهاء الحرب، ونجحت قوة الردع المصرى».فى 17 و18 أكتوبر رصدت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تطورا باليستيا إضافيا زاد من القلق الإسرائيلى. فقد قامت وحدات صواريخ سكود بقيادة سوفييتية بنقل صواريخ من مكان لآخر، وزودوها برؤوس تفجيرية. وبالتزامن مع ذلك، زادت شدة لهجة الصحف السوفييتية عن ذى قبل. وفى إسرائيل كان الانطباع بأن مصر تستعد لاحتمال إطلاق صواريخ سكود. ونقلت إسرائيل رسالة عبر سفيرها فى واشنطن، سيمحا دينيتس، إلى مستشار الأمن القومى الأمريكى هنرى كسينجر، الذى كان فى طريقه إلى موسكو. وكانت الرسالة الإسرائيلية تقول: «إذا فكر المصريون فى إطلاق صاروخ سكود، سوف تعرف إسرائيل كيف ترد الصاع صاعين». ولكن لم يصل أى رد من موسكو، إلا بعد 4 أيام.فى 22 أكتوبر، وكان وقف إطلاق النار على وشك التنفيذ، تم إطلاق صاروخى سكود على إسرائيل، ولقى العديد من الجنود الإسرائيليين مصرعهم.ويتساءل أدامسكى: «لماذا رغم ذلك تم إطلاق صواريخ سكود فى النهاية؟». ويجيب هو وبار يوسف فى بحثهما الجديد بأن الحديث يجرى عن سلسلة من الأخطاء الاستخباراتية التى أدت إلى استنتاجات خاطئة على الأرض وتصعيد عسكرى. ويقول أدامسكى: «حقا أنه كان هناك خطاب بارز للسادات، وحقا أن الصواريخ كانت منتصبة وجاهزة للإطلاق، ولكننا اكتشفنا أن التحركات المتزايدة وتركيب الرؤوس المتفجرة على الصواريخ كان جزءا من تدريبات غير تقليدية، ولم تكن بهدف استخدام تلك الصواريخ فعليا.. والمهم أن المصريين والسوفييت واصلوا هذه التدريبات رغم الحرب، بدون أن يضعوا فى اعتبارهم أن إجراءات كهذه فى وقت الحرب لها أهمية أخرى وكبيرة جدا عما لو كانت تمت فى وقت عادى.. فمثل هذه التصرفات قد تؤدى إلى تصعيد غير متعمد وأزمة لا يريدها أى من الطرفين».وبحسب أدامسكى: «تم نقل الصواريخ فى الصيف من الاتحاد السوفييتى إلى مصر، مع تحديد موعد لاحق فى عام 1974 لاحتمال نقل التحكم فيها إلى المصريين الذين لم يكونوا قد عرفوا بعد كيفية تشغيل هذه الصواريخ. وفى تلك الأثناء بقيت الصواريخ تحت القيادة السوفييتية بشكل كامل. وقام السادات من جانبه بالضغط على السوفييت حتى يسلموه تلك الصواريخ، وطلب منهم أن يسمحوا له بإطلاقها».ويشير البحث الإسرائيلى إلى أن قرار إطلاق صواريخ سكود على جسور العبور الإسرائيلية نبع من سلسلة أخطاء فى القيادة الروسية. ففى 22 أكتوبر استدعى السادات سفير الاتحاد السوفييتى بالقاهرة فلاديميرفينوجرادوف وطلب منه السماح له بإطلاق الصواريخ. وبحسب البحث الإسرائيلى، قال السادات للسفير إن الوضع سيئ للغاية، وأن الجيشين الثانى والثالث باتا محاصرين، وأن الوضع على الجبهة أصبح كارثيا. ويقول أدامسكى: «سارع السفير فينوجرادوف إلى الاتصال هاتفيا بالقيادة السوفييتية فى موسكو، وطلب التحدث إلى وزير الخارجية السوفييتى أندريه جروميكو، الذى لم يستطع الرد عليه فى تلك اللحظة، وقام وزير الدفاع السوفييتى أندريه جريتشكو بالرد بدلا منه، وأصدر موافقته الفورية على إطلاق صواريخ سكود».وأنهى فينوجرادوف مكالمته، وعاد ليتصل بالرئيس السادات ليبلغه بالموافقة السوفييتية. ويتم إبلاغ هذه الموافقة للفريق السوفييتى المسؤول عن تشغيل وحدة صواريخ سكود، والذى تلقى ضوءا أخضر بإطلاق الصواريخ. ويقول أدامسكى: «عاد وزير الدفاع السوفييتى إلى مائدة الاجتماعات عقب انتهاء المكالمة الهاتفية، وأخبر الزعيم السوفييتى ليونيد بريجينيف بمضمون المكالمة، ولكن برجينيف غضب بشدة، واعتبر ذلك موقفا متطرفا خطيرا، وأصدر أوامر فورية بإلغاء الأمر السابق، ولكن خلال نقل الأوامر من موسكو إلى وحدة إطلاق الصواريخ فى مصر، كان قد تم إطلاق صواريخ سكود بالفعل».حتى ذلك اليوم كان معروفا (بل واشار كسينجر إلى ذلك فى مذكراته) أن رفع درجة الاستعداد النووى الأمريكى قبيل انتهاء الحرب نبعت من رغبة فى نقل رسالة واضحة إلى الاتحاد السوفييتى بعدم إرسال قوات إلى الشرق الأوسط. حدث ذلك بعد أن غضب السوفييت من تقدم القوات الإسرائيلية على الجبهات، حتى على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر. فقد استمرت إسرائيل فى القتال، وحاصرت الجيش الثالث، وحققت تقدما. وبعث بريجينيف رسالة إلى الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، قال فيها إنه نظرا لأن القوات الإسرائيلية لم تتوقف عن القتال رغم إعلان وقف إطلاق النار، ينبغى على الاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة إرسال قوات مشتركة إلى المنطقة، وإذا رفضت الولايات المتحدة فإن الاتحاد السوفييتى سيرسل قواته منفردا لوقف إسرائيل. عندئذ رفع الأمريكيون درجة الاستعداد الاستراتيجى إلى مستوى «ديفكون 3»، بغرض إطلاق رسالة ردع إلى الكرملين.ويكشف البحث الذى أعده أدامسكى وبار يوسف زاوية أخرى ومهمة عن درجة الاستعداد النووى التى تم رفعها آنذاك، وهى لحظة اندلاع الأزمة بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى، الأمر الذى أثر بشكل كبير على الشكل الذى انتهت به حرب أكتوبر.أبحر يخت مدنى، ذو مظهر برى، فى منطقة مضيق البوسفور والدردنيل فى تركيا. ولكن كان بداخله يختبئ عدد من رجال الاستخبارات الأمريكية الذين كانت مهمتهم تتبع قطع بحرية عسكرية سوفييتية، كانت فى طريقها إلى الشرق الأوسط، عبر ميناءى نيكولاييف وأوديسا فى البحر الأسود. وكان هذا الياخت مزودا بأجهزة استشعار حساسة قادرة على قياس النشاط الإشعاعى، وكان الهدف هو رصد ما إذا كانت القطع البحرية السوفييتية تحمل أسلحة نووية من موانئ الاتحاد السوفييتى باتجاه الأسطول الخامس الذى تمركز فى البحر المتوسط، وفى وقت الحرب كان يتتبع القطار البحرى الذى أطلقه الاتحاد السوفييتى لنقل الذخيرة والسلاح إلى مصر وسوريا.فى 22 أكتوبر، رصد رجال الاستخبارات الأمريكية سفينة سوفييتية دخلت مصر. وكان الياخت متتبعا السفينة ماجدورتشنسكى، حين أطلقت أجهزة الاستشعار الأمريكية صفاراتها لتؤكد رصدها لإشعاعات نووية داخل السفينة. وقامت الاستخبارات الأمريكية بنقل هذه المعلومة الدرامية إلى واشنطن، وهناك أخذوا فى تحليل الاحتمالات.وكان أحد التقديرات الاستخباراتية يقول إن الحديث يجرى عن رأس نووية يتم نقلها لتركيبها على صواريخ سكود السوفييتية الموجودة فى مصر. وتم تعزيز هذا التقدير عندما توجهت السفينة فى 23 أكتوبر باتجاه الجنوب، أى باتجاه أرض النيل. وتتبعت الاستخبارات الأمريكية مسار السفينة السوفييتية عن قرب، حتى توقفت فى ميناء الإسكندرية.فى الليلة الفاصلة بين 24 و25 أكتوبر، رفعت الولايات المتحدة درجة استعدادها النووى العالمى إلى مستوى «ديفكون 3» (من بين 5 مستويات). وكانت هذه هى المرة الأولى التى تتخذ فيها الولايات المتحدة هذا الإجراء منذ أزمة الصواريخ مع كوبا عام 1962. ويقول أدامسكى: «بعد التهديد السوفييتى بإرسال قواته إلى مصر بشكل أحادى الجانب، وهو ما سمعه الأمريكيون بالتفصيل، والآن يكتشف الأمريكيون وجود سفينة يحتمل جدا أنها تنقل الآن سلاحا نوويا تكتيكيا إلى مصر، فى وضع بات يشبه كثيرا أزمة الصواريخ فى كوبا.. وكانت تلك عملية درامية للغاية بالنسبة للأمريكيين».إحدى الوثائق الخاصة بالاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه)، والتى تم الكشف عنها مؤخرا، يعود تاريخها إلى 30 أكتوبر 1973، بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار، تكشف أن الاستخبارات الأمريكية لم تتمكن من تحديد ما إذا كان هناك سلاح نووى بالفعل على متن السفينة السوفييتية، وماذا كان الهدف منه. وجاء عنوان الوثيقة السرية الأمريكية فى صيغة تساؤل: «هل هناك سلاح نووى سوفييتى فى مصر؟». وتسرد الوثيقة بعد ذلك تفاصيل المعلومات التى حصلت عليها الاستخبارات المركزية الأمريكية عن نقل صواريخ سكود إلى مصر ومواقع تمركزها. وورد فى الوثيقة ما يلى: «هناك العديد من الأدلة التى تؤكد أن السوفييت نقلوا سلاحا نوويا إلى مصر، ومن المحتمل أنها مخصصة لاستخدامها عبر صواريخ سكود». والوثيقة موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر، ومسؤولين رفيعى المستوى فى قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، وتتضمن وصفا لمسار السفينة حتى وصولها إلى الإسكندرية.بعد الحرب بشهور قليلة، اتضح الخطأ الذى كان على وشك أن يؤدى إلى مواجهة نووية بين الاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة. ويقول أدامسكى: «فوحدة الاستخبارات البحرية الأمريكية التى اكتشفت الإشعاع النووى الصادر عن السفينة ماجدورتشنسكى، أجرت فحصا لجهاز الاستشعار وتبين أنها رصدت إشارة كاذبة للإشعاع النووى، وهذا يحدث كثيرا فى مثل هذه الحالات، ولكن الأمريكيين لم يكتشفوا ذلك إلا بعد انتهاء الحرب، وبالتالى لم تكن هناك شحنة نووية، وكانت المعلومة الاستخباراتية النووية التى حصلت عليها القيادة الأمريكية كانت معلومة «خاطئة ومضللة».. وقد قامت الاستخبارات الأمريكية بمراقبة السفينة التى وصلت إلى الإسكندرية، وبقيت هناك لفترة طويلة، ولكن عملاء الاستخبارات لم يروا شيئا.. وبعد مرور عدة شهور عرف الجميع لماذا لم يروا شيئا هناك، لأنه لم يكن هناك شىء ليروه.